باسيل صاحب الرقم القياسي في الانقلابات..
ليس مبالغة في القول أنّ باسيل قد “يخرب الدني” من أجل هدف يتيم، فهي مسألة تتجاوز الثوابت والمبادئ لديه، وهكذا كانت الحال دوماً منذ تسلّمه المسؤولية
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
لا تحتاج مواقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرافضة للتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون إلى الغوص في التحليل، ذاك أنّ باسيل نفسه جاهر بالأمر تحت ذريعة أقنع بها نفسه فقط. فعندما قال إنّ كلّ تمديد هو ضرب للقانون والمؤسسات، وكأنه رمى خلفه قرارات حملت توقيع تياره بالتمديد سواء في مجلس النواب أو الحكومة، ويكفي أن يتمّ إنعاش الذاكرة ببضعة تفاصيل حتى يعرف الجميع تاريخ التيار البرتقالي ورئيسه مع التمديد والانقلابات ضده حين تتعلق المسألة بجانبه الشخصي، كما هو حاصل اليوم مع قائد الجيش العماد جوزف عون. وليس مبالغة في القول أنّ باسيل قد “يخرب الدني” من أجل هدف يتيم، فهي مسألة تتجاوز الثوابت والمبادئ لديه، وهكذا كانت الحال دوماً منذ تسلّمه المسؤولية. ومن تمكن معرفة ما يدور في رأس باسيل فعلاً، يترشح لجائزة نوبل، لأنه هو نفسه غير قادر على ضبط أفكاره الخاضعة للتقلب وفقاً للمصالح.
واليوم ينتفض باسيل ضد قائد الجيش القوي والإصلاحي لأسباب خرج فيها عن قواعد القناعات، ويصوّب على المرشح الأول لرئاسة الجمهورية والقائد الناجح الذي يشكل محور إجماع محلي، وتناسى أنّ الخارج قدم شهادة بعون، وهذا ما عكسته تصريحات وبيانات كثيرين.
وعندما زار الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان النائب باسيل وسأله عن التمديد قامت قيامة الأخير ولم تقعد، انتهى اللقاء بعدما أتاه جوابٌ فرنسي غير قابل للنقاش في الموافقة على تأجيل تسريح العماد عون.
وفي هذا السياق، ترى مصادر معارضة عبر موقع “هنا لبنان” أنّ باسيل كسر الرقم القياسي في التحالفات والخصومات وفي التحالف مع ألدّ الأعداء، والشاهد على ذلك علاقاته مع القوات اللبنانية وحزب الله والتقدمي الاشتراكي وغيرها من القوى السياسية. فباسيل ينسف تحالفاً ثم يسارع إلى ترميمه، يغالي في التزامه بالقانون ثم يخرقه، وتؤكد المصادر أنّ “استماتته” ليفوز بلقب رئيس البلاد قد تدفعه إلى مقايضات وصفقات والتخلي عن المسلمات، وقد كشفت معلومات صحافية عن مصارحة باسيل المسؤولين الفرنسيين أنه يتعهد على سحب سلاح حزب الله في حال انتخب رئيساً للجمهورية.
وتشدد المصادر نفسها على أنّ رفض باسيل للتمديد لقائد الجيش ليس مستنداً إلى أساس منطقي أو واقعي، أليست المحافظة على الاستقرار والأمن دافعاً أساسياً لتأجيل التسريح؟ أم أنّ غيرته على قيادة الجيش تحركت تحت عنوان “رفع البطاقة الحمراء” بوجه العماد عون، ولن ينفكّ عن إجراء كل ما يلزم للحؤول دون تحقيق التمديد. ولذلك استنفر رفضاً للتدخل في الشأن المحلي، أما جولاته وأحاديثه في الخارج في فرنسا وقطر فتركزت على الملف الرئاسي، فهل ما أقدم عليه لا يندرج في إطار إفساح المجال أمام التدخل في ملف داخلي أم ماذا؟
وتضيف المصادر: اعتاد باسيل أن يفعل الشيء ونقيضه وأن يرفض التمديد لمن يقف بوجه تعاطيه وتوجهاته التخريبية، وإذا قبل بالتمديد لملفات كما حصل عبر التاريخ فمرد ذلك إلى دوافع شخصية وخاصة تتظهر لاحقاً، وتعلن أنّ محاربته العماد عون لن تنتهي وسيكون على استعداد لأن يفاوض مع من كسر الجرة معهم ليسيروا معه بقراره.
في المحصلة، سيحاول باسيل أن يفوز بمعركته بشتى الوسائل لكن هذه المرة لن تمر الأمور كما يشتهي لأنّ لبنان كله سيقول كلمته: نعم للعماد عون قائداً ورئيساً لاحقاً.