بين باسيل والعماد عون.. “تصفية حسابات”
هي ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها باسيل هذا الأسلوب من المناورة، فلطالما كان متقلّباً كحرباء تغيّر ألوانها، يضع القناع الذي يتماشى ومصلحته الشخصية
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
عند كل استحقاق يعود اسم رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل إلى الواجهة من باب التعطيل والعرقلة، على قاعدة “فرّق تسد” أو على قاعدة خالِف تُعرَف. ولعل الاجتماع المقتضب الذي عقده الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مع باسيل خلال الجولة التي قام بها على القيادات المسيحية، أظهر مدى التناقض في مواقف باسيل، لا سيما في ما يتعلق بموضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، والذي دفع باسيل إلى الانتفاض وغادر الموفد الفرنسي من دون أي كلمة اجتماعاً دام 7 دقائق.
هي ليست المرة الأولى التي يعتمد فيها باسيل هذا الأسلوب من المناورة، فلطالما كان متقلّباً كحرباء تغيّر ألوانها، يضع القناع الذي يتماشى ومصلحته الشخصية، وهو قادر في الوقت عينه على تغيير الرأي العام التابع له.
ومنعاً لفتح ملفات الماضي، والبحث في ما جرى وما كان يجري، وأين أخفق وأين تراجع باسيل، سيكون الحديث عن موضوع قيادة الجيش، ورفض باسيل للتمديد للقائد جوزف عون، تحت حجة الدستور والمحافظة على المواقع وما إلى هنالك من عناوين استعملها لمنع إبقاء قائد الجيش في موقعه في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد.
وبعيداً عن العناوين الرنانة، فإنه من الواضح جداً أنّ ما بين باسيل وعون “مش رمانة بل قلوب مليانة”، وهذا مردّه إلى أكثر من سبب لعلّ أبرزها الخلاف الذي نشأ ما بين الرجلين عقب “الثورة” التي اندلعت في بيروت في العام 2019، حين رفض عون الامتثال إلى أوامر رئيس الجمهورية آنذاك ميشال عون ومن خلفه باسيل بفتح الطرقات، سواء في كسروان وجبيل أو في بيروت بالقوة. قيام المؤسسة العسكرية بدورها في ذلك الحين ورفض العماد جوزف عون تحويلها أداةً بيد باسيل هو ما خلق هذا الخلاف الكبير بين الرجلين.
وأكثر من ذلك، من يتابع مواقف باسيل خلف الكواليس وفي الاجتماعات الضيقة، يدرك تماماً حجم البغض الذي يكنه لقائد الجيش، حتى أنه قال في أحدها أنه يقبل وصول سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة ولن يقبل بوصول عون، ما يؤكد أنّ الموضوع ليس موضوع صلاحيات ولا موضوع محافظة على الدستور بل هو ثأرٌ شخصي يسعى باسيل بكل ما أوتيَ من قوّة لتصفيته مع عون.
إذاً، مرة جديدة يضرب باسيل بالدستور والقوانين عرض الحائط، خدمةً لمكاسبه الشخصية ويسعى جاهداً لفرض إرادته على الجميع متسلّحاً بسلاح ليس له، ومقدّماً مصلحته الشخصية على مصلحة البلاد.