جولات باسيل في المناطق.. رشق بالبندورة والبيض!
آخر جولات باسيل التي جرت أول من أمس الأحد، سبقتها دعوات للنزول إلى الشارع والتصدي لها، لأن الأهالي لم ينسوا بعد ما قام به باسيل ووزراء الطاقة الحلفاء
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
في كل مرة يجول فيها رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في أي منطقة لبنانية، يُستقبل بيافطات “لا أهلاً ولا سهلاً”، ويعلو صوت الرافضين لحضوره، ويسود الاستفزاز فور قدومه، فينتشر المعترضون على الزيارة، وفي المقابل تنتشر عناصر القوى الأمنية بأعداد غير مسبوقة، وفي أغلب الأحيان يعود باسيل أدراجه بعد إشكالات وخلافات وسقوط جرحى، وفي بعض الأحيان قتلى، كما جرى في حزيران 2019 في قبرشمون، حيث لم تمرّ زيارة باسيل حينها على خير، بالتزامن مع احتجاجات نظمها ضده أنصار الحزب الاشتراكي، وكان الوزير صالح الغريب المحسوب على الحزب الديموقراطي اللبناني، بصدد استقبال باسيل في كفرمتى، ومرّ موكبه على الرغم من قطع الطريق، فحصلت اشتباكات مع العناصر الاشتراكية، فسقط على إثرها مرافقان للوزير الغريب وجُرح اثنان، وكاد الجبل أن يشتعل في تلك الليلة.
كما نعود بالذاكرة إلى حدث مماثل جرى في نيسان 2022، في منطقة رحبة في عكار، حيث أقفلت الطرقات رفضاً لزيارة رئيس “التيار”، وأحرقت صوره واللافتات العونية المرحّبة به، فوقع إشكال تطور إلى تضارب بالعصي والحجارة، أسفر عن وقوع عدد من جرحى في صفوف الطرفين.
أما آخر جولات باسيل، جرت أول من أمس الأحد، حين استذكر طرابلس فجأة مع وفد من قياديي التيار، فزاروا النائبين فيصل كرامي وطه ناجي، والوزير السابق محمد الصفدي والنائبين السابقين أسعد هرموش ومصباح الأحدب، ومن ثم تم افتتاح شارع مينو في طرابلس.
سبقت تلك الجولة دعوات ليل السبت عبر شبكات التواصل الاجتماعي، للنزول إلى الشارع والتصدي لها، لأنّ الاهالي لم ينسوا بعد ما قام به باسيل ووزراء الطاقة الحلفاء، إضافة إلى قرار إقفال منشآت نفط طرابلس لغاية اليوم، على الرغم من إزالة الشمع الأحمر عنها.
سقوط جريحين من المحتجين
إلى ذلك ووسط انتشار المعترضين ومواكبتهم لتنقلات باسيل، وإقفالهم لبعض الطرق خصوصاً طريق المئتين في المدينة، التي أعيد فتحها من قبل الجيش، والإحتجاحات التي قوبلت بالتصدّي، وبضرب بعض المحتجين من قبل عنصر أمني مرافق لباسيل، إنتشر فيديو يوثق ذلك على مواقع التواصل فور حصوله، إذ أدى إلى سقوط جريحين أمام مركز الصفدي، الأمر الذي اضطرّ المحتجين إلى رشق موكب رئيس “التيار” بالبندورة والبيض، على الرغم من غلاء سعرهما اليوم، وهذا جديد ردود الأهالي الذي برز في عاصمة الشمال على زيارة باسيل.
تغريدة لافتة للنائب ريفي
على الأثر غرّد النائب أشرف ريفي: “من جديد، يتسبب “سائح الفتنة ” بالفوضى في جولاته الاستعراضية، طرابلس ترحّب بزوارها، وهي مكوّن لبناني أصيل ولن تكون غيتو مغلقاً، وعندما لا يرحّب أبناؤها بزائرٍ ما، فعليه أن يفتش عمّا في سلوكه من فساد وتحريض واستهتار بمشاعر أهلها، تلقّى اليوم الزائر الراسب درساً في مدرسة طرابلس السيادية”.
حملة باسيل على قائد الجيش
في السياق، وفي ظل ما يجري من حملات متتالية من قبل رئيس “التيار”، على قائد الجيش العماد جوزف عون، بالتزامن مع الحماية التي يؤمنها له عبر العناصر الأمنية المولجة بهذه المهمة، والهجوم الذي يواصله يأتي في إطار المنافسة على منصب رئاسة الجمهورية، والذي يبرز العماد عون كمنافس قوي محبوب من اللبنانيين، فيأتي هجوم غير مبرّر على شخص عيّنه الرئيس السابق ميشال عون، على رأس المؤسسة العسكرية، التي يتبجّح باسيل بأنّ تياره ولد من رحمها، فيما يهاجمهما باستمرار بدءاً بالقائد السابق للجيش جان قهوجي، من هنا نستذكر ذلك التهديد الذي وجهّه له حينها رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” ميشال عون، وتحديداً قبل سنة من توليه الرئاسة، قائلاً له: “إيّاك ثم إياك يا جان قهوجي أن تسيّس الجيش وتضعه بمواجهتنا”.
لواء للحماية!
إنطلاقاً من هنا نسأل عن مزاعم باسيل وحرصه على الجيش والقوانين وشعارات المؤسسة العسكرية؟ فهو يهاجم يومياً قائدها ويوجّه له الاتهامات، لكن بالتأكيد فكل تلك الاتهامات زادت من شعبيته عند اللبنانيين عموماً، خصوصاً أنه ما زال يتصرّف مع باسيل بكل مناقبية، فالأخير يهاجم الجيش الذي يعمل ويجهد لتنفيذ مهامه في هذه الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة، على الرغم من أنه يؤمّن لباسيل كل الحماية وبما يقارب عديد لواء، ومع ذلك يواصل انتقاداته، لكنه لم ينجح مرة في كسب هذه المعركة.