الحزب يهزّ استقرار الجيش
من يريد إفراغ الجيش من قيادته، يريد أن يهز الاستقرار الداخلي، وأن يبدأ بعملية توتير وفوضى منظمة، الهدف منها زرع قنابل دخانية في طريق القرار 1701
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
أياً كان هدف المناورة التي ينفذها كلٌّ من رئيس مجلس نواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في موضوع التمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، فإنّ النتائج ستكون كارثية على لبنان وعلى المؤسسة العسكرية، لا سيما وأنّ ما يجري يدل على أنّ هناك من يلعب بالنار وبالاستقرار، عبر المسّ بالمؤسسة العسكرية التي هي الضامن لآخر ما تبقى من معالم السلم الأهلي.
فأن يتم الاتفاق بين بري وميقاتي على تعيين جلسة للحكومة للتمديد لقائد الجيش، بعد أن يكون قد تمّ التفاهم على عقد جلسة نيابية تشريعية الهدف منها التمديد، فهذا يعني أنّ هناك تواطؤاً في وضح النهار، الهدف منه إرسال التمديد عبر الحكومة إلى المجلس الدستوري والطعن به، وغسل اليدين من كل هذه المؤامرة.
من اليوم وإلى الجمعة القادم ستتوضح معالم هذه المناورة المفتوحة على كل المفاجآت، فإذا ما أدار رئيس مجلس النواب الجلسة التشريعية بطريقة طبيعية، فإنّ التمديد سيمرّ عبر المجلس النيابي بحضور غالبية النواب، وبتصويتهم، أما إذا تمّ افتعال إشكالات في الجلسة، وتأجيل التصويت على بند تسريح قائد الجيش، فإنّ ذلك لن يكون إلا أمراً مرتّباً مسبقاً، لتسهيل الطعن عبر الحكومة بقرار التسريح.
ولهذه المناورة خلفيات عدة، أولها أنّ فركشة أمر التسريح يكون قد صدر فعلاً من غرفة عمليات حزب الله، وكُلِّفَ كلٌّ من بري وميقاتي بتنفيذه، لمصلحة جبران باسيل الساعي للانتقام، في حين أنّ المصلحة الأكبر ستكون لمن يريد إفراغ قيادة الجيش من قائدها، ووضع الجيش في وضعية الشلل، عبر إرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأنّ هذا الجيش عاجز عن القيام بأيّ دور في الجنوب، بما يخص القرار 1701، والأخطر من كل ذلك، أنّ من يريد إفراغ الجيش من قيادته، يريد أن يهز الاستقرار الداخلي، وأن يبدأ بعملية توتير وفوضى منظمة، الهدف منها زرع قنابل دخانية في طريق القرار 1701، وإرسال رسائل حارة من لبنان، بأنّ الضغط لتنفيذ هذا القرار سيؤدي إلى تفجير الساحة اللبنانية.
من هذه الزاوية يمكن فهم خطورة مناورة الانقلاب على قائد الجيش، ومن هذه الزاوية الخطرة يمكن تلمس النتائج الكارثية التي يتم التحضير لها، كما يمكن أيضاً فهم هذا التلاعب بالحدّ الأدنى من الاستقرار.
المايسترو هو حزب الله، أما المنفذين فهم بري وميقاتي، وجبران باسيل هو أحد أصغر المستفيدين، فيما يضحك المخطط الأكبر على هؤلاء اللاعبين الصغار ويرضيهم بأبخس الأثمان.
يدرك البطريرك الراعي خطورة اللعب بقيادة الجيش، وهو لذلك يتحضر لإعلان موقف حاد، بعد أن اتصل بميقاتي مستنكراً المناورة المكشوفة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |