باسيل يتحامل على قائد الجيش بافتراءات كاذبة.. والمؤسسة العسكرية أكبر المتضررين
دق باسيل المسمار الأخير في نعش المؤسسة التي يقرّ الجميع بتفوق أدائها وتماسكها، غير آبه بالانعكاسات لأنه يعتبر أن المؤسسة لا تقوم على شخص وبهذا الكلام يضرب مبدأ تياره في المحافظة على المؤسسات بعرض الحائط.
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
مهما تعددت التبريرات التي قدمها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لرفضه القاطع للتمديد لقائد الجيش العماد جوزيف عون، فهي تخلو من أي حقيقة مثبتة، وقد جاء مؤتمر باسيل الأخير ليعكس قمة العداء والإساءة لمن ائتُمن من قبل التيار نفسه على الأمن في لبنان وفق المراقبين.
أعدّ باسيل أطروحة لا تستند إلى الواقعية في إبرازه نقاط الاعتراض على أداء العماد عون، فعاد في خطابه إلى ثورة السابع عشر من تشرين لينتقد تعاطي قائد الجيش حيالها، وتناسى أنّ القائد يعرف جيداً أنّ القسم الأكبر ممن شارك في الثورة هو أب أو أم أو أخ لعنصر في الجيش اللبناني، ولم يكن الهدف إلا إطلاق الصرخة من الوضع المأساوي من دون مخططات عدائية. ألم يرَ باسيل كيف أن عنصراً من الجيش كان يتألم لمجرد أنه وضع في وجه أخيه!
بدت الصورة أكثر وضوحاً بالنسبة إلى كثيرين، إذ أن باسيل لم يتعرض بالإهانة إلى قائد الجيش بل إلى المؤسسة بأكملها، ولم يمل من اتهاماته التي تحمل الكثير من التجني لا بل هي باطلة، فقوله “أنّ قائد الجيش ينفذ سياسة الغرب في ما يخص حزب الله وإسرائيل ويطبق القرار ١٧٠١ بشكل مجتزأ”، ليس إلا كلاماً الهدف منه التحريض على العماد عون وفق ما تؤكد مصادر معارضة لـ “هنا لبنان”، معتبرة أنّ استهداف باسيل تجاوز الخطوط الحمر، فهو وصف قائد الجيش بـ “غبر الصالح”، وغاب عن باله أنّ العماد عون وقف إلى جانب أبناء المؤسسة وعوائل الشهداء منها والمصابين والجرحى بكل قوة، ومنع تفكك هذه المؤسسة وانحلالها في أحلك الأوقات.
وترى هذه المصادر أنّ باسيل ينقلب على المؤسسة التي لطالما نادى تياره بأهمية المحافظة عليها وصونها وصون ضباطها وأفرادها، وتسأل كيف لرئيس التيار أن يتّهم قائد الجيش بالشغل في السياسة والرئاسة، ولم يصدر عن الأخير كلمة واحدة وظل يلاحق أوضاع أبناء مؤسسته فقط، ألم يلاحظ باسيل أنه يتعمّد تدمير الجيش عندما يرمي الإهانات بحق القائد يمنة ويسرة، مضيفة: ألم يسأل عما حل بهذه المؤسسة جراء افتراءاته، أم أنّ همّه في مكان آخر!
وتعتبر أنّ ما جاء في كلامه الأخير ليس “نتعة باسيلية” فحسب بل يبدو أنه نال تأييد حليفه حزب الله على معارضة التمديد وتوجيه ادعاءات الافتراءات والكذب وتشكيل مؤامرة هدفها التخلص من جوزيف عون، وهي مؤامرة مكشوفة، ولن يكتب لها النجاح، مشيرة إلى أن باسيل وبرغبته الانقلابية، يضع المسمار الأخير في نعش المؤسسة التي يقرّ الجميع بتفوق أدائها وتماسكها، غير آبه بالانعكاسات، لأنه يعتبر أنّ المؤسسة لا تقوم على شخص وبهذا الكلام يضرب بعرض الحائط مبدأ تياره في المحافظة على المؤسسات، مشيرة إلى أنّ الحلول البديلة لمعالجة الشغور في قيادة الجيش كما يقول باسيل لا تشكل الحل على الإطلاق بل قد تؤدي إلى تخريب المؤسسة العسكرية وقد تحمل عواقب وخيمة، فهل يريد أن يتحملها؟
لا يحقّ لباسيل تصنيف قائد الجيش ولا محاسبته أو رمي الكلام ضده أو الاسترسال في تعرية قائد بحجم العماد عون التزم وعمل على رفع معنويات الجيش، فكان ولا يزال مسؤولاً بحجم المسؤولية والمنصب.