مبادرة مصرية لإنهاء الحرب في غزة.. ومبادرة أميركية لانتخاب رئيس ضمن مهلة زمنية

بدأ الحديث منذ الآن بين أطراف الصراع عن”اليوم التالي” لحرب غزة، بعدما بات مبدأ وقف العمليات العسكرية مطروحاً بقوة، وحيثياته قيد البحث وبات الجميع مدعوون لضبط ساعتهم على توقيت الحل

كتب فيليب أبي عقل لـ “هنا لبنان”:

هل يسبق التحرك العسكري والأمني التحرك الدبلوماسي لحل أزمات المنطقة بدءاً من الحرب في غزة؟ فالقرار بوقف الحرب في غزة، اتُّخذ وفق مصادر مطلعة، والاتصالات التي تجري بين الأفرقاء هي لتنفيذ الاتفاق على التفاصيل للحل النهائي والشامل للملف الفلسطيني. وقد بدأ الحديث منذ الآن بين أطراف الصراع عن”اليوم التالي” لحرب غزة، بعدما بات مبدأ وقف العمليات العسكرية مطروحاً بقوة، وحيثياته قيد البحث. لذلك انطلقت مبادرة مصرية “ممرحلة” تبحث في تفاصيل الحل من جوانبه الفلسطينية والإسرائيلية، مع تكثيف الاتصالات بين قطر وإيران للمساعدة. وبات الجميع مدعوون لضبط ساعتهم على توقيت الحل الذي سلك طريقه بزخم أميركي.

إنّ القاعدة الأساس للحل هي”حل الدولتين” وهذا ما تتمسك به واشنطن، لذلك يشارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الاتصالات لتشكيل حكومة تكنوقراطية تنفذ مشروع الحل- التسوية. وتشكل عودة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمرة الخامسة إلى المنطقة إشارة أميركية واضحة لعزمها على إنهاء الصراع العسكري في غزة وإنهاء التوتر في جنوب لبنان، لمنع اندلاع حرب تكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل ومصير لبنان وفق مسؤول فرنسي. وتقوم مهمة بلينكن على تسويق المبادرة المصرية لدى إسرائيل، ويترقب الجميع ما ستسفر عنه الاتصالات خصوصاً وأنّ أحداً لا يملك قرار استمرار الحرب، إلّا واشنطن وهي لا تريد الحرب بل تسعى لإنهائها وحل الأزمات التي نشأت بسببها ومنها: جبهة جنوب لبنان، توتر الملاحة البحرية في البحر الأحمر، تكثيف الغارات الإسرائيلية على مواقع إيرانية للحرس الثوري ولحزب الله، وعلى مطار دمشق لمنع وصول السلاح إلى حزب الله. ويشارك الجميع، وفق مصادر دبلوماسية غربية، في السعي للحل كمقدمة للوصول إلى تسوية شاملة في المنطقة بعدما تبين أنّ الأطراف المعنية قد دخلت في بحث تفاصيل مشروع المبادرة المصرية.

بالتزامن مع هذه الأجواء الإيجابية، يدخل لبنان المربع الأخير لانتخاب رئيس، وفق أوساط دبلوماسية غربية، ولن تكون الخطوة بعيدة بل قد تتزامن مع التطورات الإيجابية في غزة من وقف العمليات العسكرية وبدء تنفيذ مشروع الحل بتفاصيله.

وتكشف الأوساط “أنّ الاتصالات والمفاوضات الجارية انطلاقاً من المبادرة المصرية، تساعد على استعجال خطوات الحل في لبنان لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة”.

فقد شكل التقاطع السياسي بين المعارضة والثنائي الشيعي للتمديد لقائد الجيش الإشارة الايجابية للاتفاق على انتخاب رئيس. لذلك تدعو المعارضة الثنائي الشيعي للتخلي عن مرشحه والبحث عن مرشح ثالث كما أعلن عن ذلك المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان في زياراته الأخيرة إلى بيروت.

إنّ اختيار الرئيس يتم وفق المواصفات التي وضعتها خماسية باريس والبطريرك الراعي، وهي ترسم صورته ولا يمكن أن يأتي رئيس من خارج هذه المواصفات. واستباقاً لأي صفقة مقايضة، أعلن الدكتور سمير جعجع باسم المعارضة “أن لا علاقة لتطبيق القرار 1701 لا من قريب ولا من بعيد بسدة الرئاسة. فمن يريد تطبيق أي مسألة إما أن يكون مقتنعاً بها أو لا. ومن يريد أن يعطي بديلاً لشيء من الممكن تحقيقه ليعطه من جيبه لا من جيبنا. لدينا مطلب واحد أن يكون الرئيس المقبل رئيساً لا مجرد صورة تعلق في بعبدا ونحن لا نطالب بشخصية محددة.

جاءت هذه المواقف، رداً على ما سُرّب من معلومات من أنّ حزب الله أبلغ خماسية باريس، عبر وسطاء، أنه مستعد لتنفيذ القرار 1701، مقابل سلطة (رئيس الجمهورية) تشكّل ضمانة له ولسلاحه فلا يكون خروجه من جنوب الليطاني على قاعدة وجود سلطة ورئيس للجمهورية يطعنانه في ظهره ويطالبان بنزع سلاحه تطبيقاً للقرات الدولية.

في هذا السياق تكشف مصادر أميركية مطلعة لـ “هنا لبنان” عن مبادرة أميركية لاستعجال انتخاب رئيس، لأنه لا يمكن للشغور الرئاسي أن يستمر في ظل هذه المرحلة. والسفيرة الجديدة ليز جونسون التي خدمت في عوكر عامين مع السفير فنست باتل تعرف لبنان جيداً ، وهي تحمل مبادرة لإنهاء الفراغ من دون شروط ومطالب مسبقة. وفي جعبتها وفق المعلومات جملة مطالب أميركية منها: إخراج قادة حماس والجهاد الإسلامي من لبنان لتجنب تعرضه للاستهداف لاحقاً، عدم وجود سلاح ومسلحين غير الجيش اللبناني َواليونيفيل والقوى الأمنية في جنوب الليطاني، تسليم الأمن في هذه المنطقة للدولة واليونيفيل، تنفيذ القرارات الدولية خصوصاً 1860 و1559 و1701.

والمبادرة الأميركية وفق المصادر محددة بمهلة زمنية لانتخاب رئيس، وإطلاق الحل في لبنان، ولقد بدأت واشنطن منذ فترة عملية التواصل والتنسيق مع الأطراف في لبنان.

وتضيف المصادر “أن انتخاب رئيس سيوفر الدعم المالي اللازم للاقتصاد اللبناني، مقابل وقف العمليات الحربية على الحدود مع إسرائيل”. إن هذه المطالب وغيرها ستكون في جعبة آموس هوكشتاين كبير مستشاري جو بادين لشؤون الطاقة، الذي سيكون في بيروت للمساعدة على انتخاب رئيس وتطبيق القرار 1701 وترسيم الحدود البرية من خلال تثبيت 13 نقطة متنازعاً عليها. ويتزامن وجود هوكشتاين مع وصول مندوب قطري يعمل هو أيضاً على انتخاب رئيس، كما يتوقع أن يصل المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، إذا لم يكلفه الرئيس إيمانويل ماكرون بتشكيل حكومة فرنسية جديدة. كما ستكون لخماسية باريس في هذا السياق اجتماع “مفصلي” كما وصفته مصادر مطلعة، لاستعجال انتخاب رئيس لمواجهة المرحلة المقبلة وتطوراتها.

كل هذا الحراك يتزامن وفق أوساط في المعارضة مع حراك للرئيس نبيه بري انطلاقاً من استبدال أسبوع الحوار يتم بعده انتخاب رئيس بحوارات ثنائية بعدها بعيداً عن الأضواء بانتظار الوصول إلى تقاطع سياسي على اسم الرئيس.

مواضيع مماثلة للكاتب:

“الغرب” يريد فصل لبنان عن غزّة

بلينكن يخفق في إقناع إسرائيل بالحل.. وهوكشتاين يستطلع أفق المرحلة لبنانياً

باسيل يعد خطّة “انقلابية” تقطع طريق انتخاب عون