عندما تهدّد حماس أمن اللبنانيين
إلى متى السكوت عن استعمال الناس دروعًا بشرية تتستّر خلفها قيادات يلاحقها الإسرائيلي ويتوعّد بقتلها أينما رصدتها استخباراته؟ وهل من المنطقي أن يختبئ “القائد” في لبنان في حين تدور المعارك الطاحنة في غزة؟
كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:
بعد عملية اغتيال القيادي الأبرز في حركة حماس صالح العاروري ورفاقه في الضاحية الجنوبية المعروفة بأنها المربع الأمني الكبير لـ”حزب الله” والخزّان البشري الأكثر زحمة للبنانيين من أبناء البقاع والجنوب وغالبيتهم الساحقة من البيئة المذهبية المؤيدة للثنائي الشيعي، بات السؤال يطرح نفسه: إلى متى السكوت عن استعمال الناس دروعًا بشرية تتستر خلفها قيادات يلاحقها الإسرائيلي ويتوعد بقتلها أينما رصدتها استخباراته، وهل من المنطقي أن يختبئ “القائد” في لبنان في حين تدور المعارك الطاحنة في غزة وتقتل إسرائيل العشرات يوميًا من الفلسطينيين الأبرياء، غالبيتهم لا يريدون الحرب وليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل!
ومن لبنان المخطوف المسلوب الإرادة إلى غزة الجريحة، تتحكم حركة حماس بالقرار الفلسطيني وتُدخل الغزاويين في حرب مكلفة جدًا من الناحية البشرية في ظل عدم وجود تحصينات تحمي أهل غزة، في مقابل الحديث عن وجود “غزة ثانية” تحت الأرض يتحصن فيها عناصر من “حركة حماس” و”الجهاد الإسلامي” و”كتائب عزّ الدين القسّام” وكل من يمتّ لهم بصلة القربى (الزوجات والأبناء)، في حين يدفع الفلسطيني البريء ثمن الحرب، حين يفقد أغلى ما عنده من أهل وأقرباء ويتفرج على صحراء كان له فيها منزل يحميه من البرد والعطش والجوع والمرض، ويحصنه من غدرات الزمان.
بالعودة إلى لبنان، قال مسؤول بارز لـ “هنا لبنان” ان الخرق الأكبر للقرار الدولي 1701 يكمن في وجود عناصر غير لبنانية تطاردها إسرائيل وتخرق مئة قرار لأجل تصفيتها، وهذا ما يجب أن ترفضه الدولة اللبنانية، فيما لو كانت موجودة، لكنها مع الأسف، يقول المسؤول: “همها الأبرز شفط ما تبقى من أموال اللبنانيين وتعريضهم لشتى أنواع الخطر، من دون حماية أمنية ولا حتى خطة اقتصادية ولا رؤية، ولو بدائية، لكيفية التعامل مع الحرب التي يستجلبها “حزب الله” من الشريط الحدودي إلى الليطاني بشماله وجنوبه، إلى صيدا والضاحية ومطار رفيق الحريري الدولي، وربما في القريب العاجل إلى كل بقعة من لبنان”.
ويتابع المسؤول: هناك ما يُشبه الانقلاب على الدستور، حين ترضخ القوى “الفاعلة” لما يريده “حزب الله”، فتُترك البلاد مقطوعة الرأس، مسلوبة الإرادة، دستورها رهن إرادة الميليشيا، وأمنها تحت رحمة بنيامين نتنياهو وكل من يقدِّم لإسرائيل الذريعة للاعتداء على لبنان وتهديد شعبه والمسّ بسلامة أراضيه، وهذا ما يضاعف هجرة الأدمغة من الشباب اللبناني ويدمِّر ما تبقى من اقتصاد يتكل على السياحة وعلى زيارات المغتربين التي منعتها الأوضاع الأمنية.
ويختم المسؤول: الحل بنزول سريع عن الشجرة والعودة اللبنانية إلى المجاهرة والمطالبة بضرورة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701، وضرورة المطالبة بتحييد لبنان عن الصراعات، والضغط الجدي لعدم ربط الشغور الرئاسي بالحرب مع إسرائيل، ولا في غزة ولا في لبنان، وعدم التعويل على أي نتيجة لتحديد هوية رئيس الجمهورية العتيد.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |