عشاء كليمنصو لا ينهي أزمة الشغور
من يعرف وليد جنبلاط جيدًا، يُدرك تمامًا أنّ حرصه على التواصل بين جميع المكونات شيء، واستسلامه للأمر الواقع بين ليلةٍ وضحاها شيء آخر مختلف، ومستبعد. وبالتالي يبدو الرهان على تبدل موقف وليد جنبلاط ضربًا من ضروب الآمال والخيال، ليس أكثر
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
من ينتظر سدّ الفراغ الرئاسي بوليمة عشاء عائلية بين زعيمين عليه أن ينتظر كثيرًا.. هذا ما قاله مصدر مواكب للحَراك المستجد بين “بنشعي” و”المختارة”، وقبله بين “بنشعي” و”اليرزة”، وعلى ما يقول المثل، يكشف المصدر لـ”هنا لبنان”: المرشح الذي تعذّر وصوله إلى بعبدا قبل عملية “طوفان الأقصى”، سيبقى مرشحًا أيًا تكن نتيجة الحرب، وما تمّ رفضه في زمن السلم، لن نقبل به في زمن الحرب، ومن أفضل نتائج هذه التحركات، الوصول ربما إلى تعيين رئيس للأركان بعد نيل موافقة وزير الدفاع الوطني موريس سليم ومن خلفه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في ظل استعداد نجيب ميقاتي الدائم لعقد جلسة تعيينات بعد أن اعتاد على ممارسة الصلاحيات الرئاسية، حتى تلك المحفوظة لرئيس الجمهورية كصلاحية الرد في سابقة تكمن خطورتها في عدم مواجهتها على الرغم من اتفاق جميع القوى على عدم دستوريتها.
ومن يعرف وليد جنبلاط جيدًا، يُدرك تمامًا أنّ حرصه على التواصل بين جميع المكونات شيء، واستسلامه للأمر الواقع بين ليلةٍ وضحاها شيء آخر مختلف، ومستبعد. وبالتالي يبدو الرهان على تبدل موقف وليد جنبلاط وموافقته على السير بمرشح “المحور الإيراني” للرئاسة، ضربًا من ضروب الآمال والخيال، ليس أكثر.
هناك قواسم مشتركة كثيرة ممكن أن تجمع “أبو تيمور” و”أبو طوني”، لكنها حكمًا وحتمًا تقف عند حدود بعبدا، عاليه والشوف حيث يتشارك الحزب التقدمي الاشتراكي مع المسيحيين ويعمل ليل نهار على صون مصالحة الجبل التاريخية التي انتهت إلى شراكة حقيقية في الجبل، وهدوء ما بعده هدوء مع الحلفاء والأصدقاء ومع الخصوم و”الأعدقاء”.. وهذا ما يبدد أي نظرية تراهن على تغيير موقف وليد جنبلاط، وإعلانه القبول بسليمان فرنجية بمعزل عن رأي شركاء الجبل الرافضين الرضوخ لهيمنة “حزب الله” على قرار “الحرب والسلم” من جهة وعلى الدستور اللبناني من جهة أخرى، أي “القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” و”التيار الوطني الحر” وحزب “الوطنيين الأحرار” وسنّة الإقليم والمسيحيين المستقلين وقوى التغيير من السنّة والدروز والمسيحيين.
أيضًا وأيضًا، وتبديدًا لأي رهان قبل سيلان الحبر الكثير، لا بد من سؤال مركزي: هل أعطت المملكة العربية السعودية صديقة وليد جنبلاط أي إشارة إيجابية تجاه مرشح “حزب الله”؟ الجواب: حتمًا لا.. الموقف السعودي واضح في هذا الاتجاه، والمملكة كانت ولا تزال الجزء الأساسي والأبرز في “الخماسية” التي تحاول دومًا مساعدة لبنان، شرط أن يساعد نفسه.
وعليه، ليس في الأفق بصيص أمل في الموضوع الرئاسي الذي يحاول فريق “الممانعة” جاهدًا ربطه بمصير الحرب في غزة وبمصير جبهة الجنوب المفتوحة على كل الاحتمالات، وبمصير القرار الدولي 1701 والدينامية الأميركية الساعية بصدق إلى تجنيب لبنان ويلات الحرب الطاحنة التي تتحضر لها إسرائيل، وينزلق إليها “حزب الله” رويدًا رويدًا.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |