اللجنة الخماسية… “راجعة”
يبدو أنّ “اليوم التالي” في لبنان، سيكون رئاسيًا، وأن شهر شباط سيكون “شهر” اللجنة الخماسية في لبنان، فهي “راجعة” لإعادة فتح ملف رئاسة الجمهورية، وهي لن تقفله إلا على انتخاب رئيس
كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:
السردية الرائجة هذه الأيام ، أنّ “عملية طوفان الأقصى” التي باتت تعرف لاحقًا بالـ “حرب على غزة”، أدت إلى هزيمة إسرائيل وإلى خروج حركة حماس منتصرة، وأنّ حزب الله نجح في “مشاغلة” إسرائيل، وعرقل هدفها بتحقيق أهدافها.
هذه السردية بحاجة إلى تدقيق، لأن ليس كل ما يُعلن يكون هو الصحيح.
بداية، مَن وضع هدفًا للحرب، هو مَن بدأ الحرب، في السابع من تشرين الأول الفائت، َحركة حماس هي التي أعلنت الحرب، وحددت اهدافها، وتمثلت هذه الأهداف في أخذ رهائن لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، إسرائيل لم تحدد هدفًا للحرب لأنها ليست هي التي شنّتها، لكنها لاحقًا قررت القضاء على سلطة حماس في غزة.
ما تحقق حتى الآن هو التالي:
تعثرت عملية تبادل الأسرى والرهائن.
غزة، ولا سيما الجزء الشمالي منها، في حال دمار هائل، ويصعب العيش فيها، وإعادة إعمارها، هذا إذا انتهت الحرب غدًا، وهذا مستبعد، فهي تحتاج إلى أعوام وإلى مئات المليارات من الدولارات، فمن أين سيأتي التمويل؟
إسرائيل توغلت برًا، علمًا أنّ حزب الله كان هدّد بإعلان الحرب إذا ما توغلت إسرائيل في القطاع، لكنه لم يعلن الحرب واكتفى بالـ “مشاغلة”.
مَن يُنزل حزب الله عن شجرة الأهداف الصعبة التحقق؟
حزب الله في ورطة حقيقية، “حرب المشاغلة” التي شنها لمنع إسرائيل من التوغل في القطاع، لم تحقق أهدافها، لا بل جاءت مكلفة للغاية، مَن كان يتوقع أن يسقط له في هذه الحرب ما يتجاوز المئة والخمسين مقاتلًا؟ كانت “الأعذار” في بداية الحرب أنّ الذين يسقطون ليسوا من قوات النخبة، أي قوات الرضوان، بل من الاحتياط والتعبئة التربوية، لكن ظهور أسماء قياديين وكوادر من المقاتلين، أسقط مقولة الاحتياط والتعبئة التربوية.
كيف النزول عن الشجرة؟ يقول متابعون أن إعادة تكوين السلطة، قد يكون “سُلَّمًا” لتيسير إنزال الحزب عن الشجرة، ولا تبدأ عملية إعادة تكوين السلطة إلا بأولوية انتخاب رئيس للجمهورية، هذه المقاربة يبدو أنّ أصداءها وصلت إلى عواصم دول اللجنة الخماسية، فبدأت تهيئة الظروف لإعادة إدارة محركاتها، وقد تشكل الأوضاع الصعبة جدًا، التي وصل إليها البلد، حافزًا للقوى، التي كانت تعرقل العملية الانتخابية، إلى تسهيلها، خصوصًا أنّ البلد، في اليوم التالي للحرب، يحتاج إلى رئيس يتولى المفاوضات وكذلك مواكبة التطورات المتسارعة ما بعد الحرب، فهل تتلقف اللجنة الخماسية “فرصة نضوج الظروف” لتُقدِم على طرح “المبادرة الرئاسية”؟
يبدو أنّ “اليوم التالي” في لبنان، سيكون رئاسيًا، وأنّ شهر شباط سيكون “شهر” اللجنة الخماسية في لبنان، فهي “راجعة” لإعادة فتح ملف رئاسة الجمهورية، وهي لن تقفله إلّا على انتخاب رئيس.
مواضيع مماثلة للكاتب:
راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة | تدمير تحت الأرض.. دمارٌ فوق الأرض |