“كاميرون وبو حبيب وسيارتو”
قبل كاميرون فعلها مسؤول بريطاني آخر زار لبنان، تخطى سيد بسترس. الإنكليز مستقصدين بو حبيب.. طفح الكيل! هذه المرة سيعاملهم بالمثل.
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
قبل اثنتين وعشرين عاماً استدعى وزير خارجيتنا محمود حمود سفير الولايات المتحدة في بيروت ديفيد ساترفيلد وسفير فرنسا فيليب لوكورتييه منبهاً إياهما بعدم التدخل في الشؤون اللبنانية على خلفية استقبالهما لشخصيات سياسية لبنانية من لون واحد، والمقصود أعضاء في لقاء قرنة شهوان إلى معارضين لسوريا الأسد. في عهد بو حبيب أبواب السفارات مفتوحة أمام كل الأطياف السياسية والسفراء لا يقومون بسوى التدخل المشكور والمحمود في الشؤون اللبنانية.
حمود، الذي اعتاد الوقوف كالتلميذ “المفشول”، كلما جمعه مؤتمر صحافي مشترك مع فاروق الشرع، شرب وقتها حليب السباع وأفهم ساترفيلد كي يفهم باول، أن السيادة اللبنانية خط أحمر، وليصل الكلام لجورج دبليو بوش.
أسس حمود لنهج اتبعه من خلفه. تصوروا أن كوندوليزا رايس “إضرب واطرح” كانت تستأذن فوزي صلوخ قبل أن تقوم بأي اتصال مع أي مسؤول لبناني: أتسمح معالي الوزير أن أقوم بزيارة مجاملة للرئيس فؤاد السنيورة؟ وكان صلّوخ يوافق.
بعد حمود وصلّوخ السياديين بامتياز، عجت “عوكر” بمن أسموهم “شيعة السفارة” وسنّة السفارة وروم السفارة… إلى آخره.
أمس، مشى الوزير عبدالله بو حبيب على هدي من سبقه، معيداً الإعتبار إلى قصر بسترس كممر إجباري لأي وزير خارجية، مين ما كان يكون، من حسين أمير عبد اللهيان ونزول… أما من يختصر المسافات، ويزورب متخطياً رئيس الديبلوماسية اللبنانية، فسيلقى من بو حبيب التقريع والتنبيه والتأنيب ولو كان اسمه ديفيد كاميرون ورأسه “داقق بالسما”. هو ديفيد وأنا عبدالله. هو وزير خارجية بريطانيا العظمى وأنا وزير خارجية لبنان العظيم. قالها بو حبيب بينه وبين نفسه.
قبل كاميرون فعلها مسؤول بريطاني آخر زار لبنان. تخطى سيد بسترس. الإنكليز مستقصدين بو حبيب. طفح الكيل. هذه المرة سيعاملهم بالمثل. سيدبر موعداً مع دولة رئيس الحكومة البريطانية سوناك ريشي، وينتقل بعدها للقاء الملك تشارلز ونكاية بكاميرون سيجتمع مع قائد الجيش البريطاني باتريك ساندرز ويعود إلى بيروت لإطلاع الرئيس جبران على فحوى لقاءاته في عاصمة الضباب.
لحظة حطّ كاميرون في مطار رفيق الحريري الدولي، اُبلغ أنّ بو حبيب سيلتقيه فور انتهاء القمة الهنغارية / اللبنانية التي جمعت وزيرنا وأخيه وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو. وقد توّجت القمة بجولة محادثات ونبيذ عند جبران باسيل الذي تربطه علاقة مميزة مع الهنغاريين. إستأذن سيارتو بو حبيب قبل المغادرة للقاء رئيس التيار. فأذن.
لاحظوا الفرق بين سيارتو وكاميرون. الأول تصرف بلباقة ديبلوماسية. الثاني لم يجرب حتى أن يتصل ببو حبيب أو إيفاد سفير بلاده للإعتذار منه أو حتى إرسال كيلو بقلاوة مشكّل عالأشرفية. طلعة العكاوي.أول مفرق عالشمال.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |