قائد الجيش.. “قبلة” الموفدين!
يختار الموفدون التواصل مع قائد الجيش وينظرون إليه كرجل المهمات الصعبة في جميع المراحل، انطلاقاً من اعتبارات تتّصل بدوره على رأس المؤسسة العسكرية في المحافظة على أمن البلاد
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
تحمل زيارات الموفدين والمسؤولين الأجانب إلى لبنان عنواناً أساسياً لا يحتمل أي تحليل آخر ألا وهو إرساء الاستقرار والمناداة بحل ديبلوماسي. وهذا كان محور جولة وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه وقبله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، كما عكس سفراء اللجنة الخماسية هذا المطلب حتى وإن دعوا إلى أهمية الإسراع في انتخاب رئيس جديد للبلاد. ومنذ اندلاع حرب غزة ومواجهات الجنوب، تركزت لقاءات المسؤولين الذين حضروا إلى لبنان على ضرورة العمل لتفادي الحرب الموسعة. وفي كلّ لقاءاتهم، كانت زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون محطة أساسية، انطلاقاً من اعتبارات تتصل بدوره على رأس المؤسسة العسكرية في المحافظة على الأمن خلال الظروف التي تمرّ بها البلاد، حيث سُجِّل له النجاح في جميع المهمات والإبقاء على تماسك الجيش بضباطه وعناصره. وكان ذلك كفيلاً بأن يشكل محط إشادة المجتمع الدولي والدول العربية والغربية، حتى أنّ مسؤولي هذه الدول نادوا بالتمديد له وبعثوا إلى المعنيين نصائح في هذا السياق.
اختار الموفدون التواصل مع قائد الجيش، إذ ينظرون إليه كرجل المهمات الصعبة في جميع المراحل. وبإقرار قوى خارجية ومحلية، فإنّ العماد عون شخصية تستحق التكريم والوصول إلى رئاسة الجمهورية. فالرجل الذي جنّب الجيش الدخول في متاهات السياسة، ظلّ يعمل في هذا الاتجاه، حتى أنّ مواقفه في المناسبات الوطنية تؤكد انتهاجه خيار مصلحة مؤسسته والعناصر الذين تضمهم.
وترى أوساط مراقبة لموقع “هنا لبنان” أنه ليس من قبيل الصدفة أن تشمل جولات الموفدين قائد الجيش لا سيما إذا كان الأمر متصلاً بأهمية التهدئة ودور الجيش في الاستقرار وتطبيق القوانين، وهؤلاء الموفدون أرادوا الإحاطة بموقف العماد عون وحاجات المؤسسة العسكرية وجهوزية الجيش لأي مهمة، وتؤكد الانطباعات التي خرج بها المسؤولون الذين حطوا في العاصمة مؤخراً ومن سبقهم أنّ العماد عون ملتزم بكلمته ويعمل على إبقاء حاجات المؤسسة وعناصرها في مقدمة الأولويات، حتى أنّ هذا الملف يشكل جوهر تحركه في اتجاه الدول الصديقة.
وتعلن الأوساط نفسها أنّ مواقف بعض الأفرقاء السياسيين أعطت مؤشراً أنّ الدول المؤثرة في الملف الرئاسي تمدح بدور العماد عون وزكت اسمه للرئاسة بفعل مزايا الرجل الكثيرة واحترامه عمل المؤسسات وجميع القرارات الدولية.
وفي هذا السياق، يشير نائب تكتل الجمهورية القوية نزيه متى لموقعنا إلى أنّ الموفدين الذين يزورون لبنان يؤكدون أهمية الاستقرار في البلد الذي يرزح تحت أزمة اقتصادية فضلاً عن أزمة سياسية، والمطالبة بهذا الأمر تكرّرت منذ اندلاع حرب غزة وأحداث الجنوب.
ويرى النائب متى أنّ أداء قائد الجيش شكل موضع ثقة للداخل والخارج وقد عرف بدوره بالمتوازن، حيث كان على مسافة واحدة من الجميع وكان جامعاً للجيش في أحلك الظروف وفي ظل وضع اقتصادي صعب وانعكاسات الوجودين السوري والفلسطيني، متوقفاً عند أدائه السليم خلال ثورة 17 تشرين والذي كان محور ثناء من الجميع.
ويقول أنه من الطبيعي أن تزوره الشخصيات الخارجية والوفود وأن تستمع إلى ما لديه، وتؤكد له بالتالي مبدأ تعزيز دور الجيش، باعتبار أنه يشكل ضمانة للاستقرار ما يجعل اسمه متداولاً كمرشح قوي لرئاسة الجمهورية.
أظهر حراك كبار المسؤولين الأجانب تجاه لبنان أنّ الحاجة باتت ملحة لحلّ ديبلوماسي يعمد على إرساء الاستقرار ويلعب قائد الجيش دوراً بارزاً فيه من دون أي منازع.