مسلحون وغير مسلحين

من يحملون السلاح هم من اللبنانيين وغير اللبنانيين ولكنهم يتحكمون بقرار لبنان ومصيره، ومن لا يحملون السلاح هم من اللبنانيين فقط ولكنهم من المغلوبين على أمرهم لا سلطة تحميهم ولو مهما زعمت أنّ اللبنانيين سواسية

كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:

حزب الله وحركة أمل وحزب البعث والحزب القومي السوري الإجتماعي والجماعة الإسلامية وحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة وحركة فتح وغيرها من التنظيمات الفلسطينية من مختلف التوجهات، كلهم يحملون السلاح على الأراضي اللبنانية من أجل التصدي لإسرائيل وتحرير فلسطين ويمارسون نشاطات عسكرية وأمنية مختلفة تحت عنوان المقاومة.

الدولة اللبنانية غائبة كلياً عن هذا المشهد وهي عاجزة عن أي تصرف فبعض حملة السلاح هم جزء منها وهي تعمل على تغطيتهم أو تفاديهم كي لا تفتح على نفسها أبواب جهنم إن انتقدت أو سألت عن ماهية ووظيفة هذا السلاح ذو الوجه السياسي.

هذه التنظيمات المسلحة ليست أبداً في وارد تسليم سلاحها للدولة اللبنانية والإنكفاء عن العمل العسكري والأمني فالعناوين التي تطلقها والقضايا التي تتبناها قد لا تنتهي في قرون وربما أكثر، كما أن هؤلاء يرتبطون بمشاريع وأفكار خارجية تتجاوز حدود الوطن اللبناني ولسلاحهم عندها وظيفة في خدمة هذه المشاريع والأفكار.
هؤلاء أيضاً نذروا أنفسهم لمهمة التصدي لمن يصفونهم بـ “يهود الداخل” أو عملاء الصهاينة والإمبريالة، وهم في الحقيقة نذروا أنفسهم للتصدي لكل من يسأل عن سبب حمل السلاح ووظيفته وأهدافه، ولكل من يطالب بحصر السلاح بيد الجيش ولكل من يطالب بسيادة الدولة والقانون وأن يحصر قرار الحرب والسلم في يد الدولة.
تلك القوى السياسية التي تخوَّن لا تملك السلاح وليس لديها تنظيمات عسكرية وأمنية ولا تقوم بمناورات مصورة تستعرض فيها أسلحتها ومهارات مقاتليها، وتخلت بالفعل عن فكرة الميليشيا.
من يحملون السلاح هم من اللبنانيين وغير اللبنانيين ولكنهم يتحكمون بقرار لبنان ومصيره، ومن لا يحملون السلاح هم من اللبنانيين فقط ولكنهم من المغلوبين على أمرهم لا سلطة تحميهم ولو مهما زعمت أنّ اللبنانيين سواسية.

مواضيع مماثلة للكاتب:

في لبنان ما يستحق الحياة

تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب”

يحقّ لنا أن نسأل