الحريري التاسع عشر
هل مازال الرقم 19 فأل خير بالنسبة إلى”الحريرية السياسية”؟ الأربعاء المقبل، الرابع عشر من شباط، تحل الذكرى التاسعة عشرة للاغتيال، فكيف سيكون المشهد؟
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
الرقم 19 كان فألَ خير بالنسبة إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ناله في الأنتخابات النيابية في دورة العام 2000، حين فاز بتسعة عشر مقعدًا في العاصمة بيروت، وكان مستعدًا لنيله مجددًا في انتخابات العالم 2005، لكن الاغتيال عاجله قبل أربعة أشهر من موعد الانتخابات النيابية، مع ذلك فإن خطَّه فاز من خلال اجتياح قوى 14 آذار للأكثرية النيابية.
لكن هل مازال الرقم 19 فأل خير بالنسبة إلى”الحريرية السياسية”؟ الأربعاء المقبل، الرابع عشر من شباط، تحل الذكرى التاسعة عشرة للاغتيال، فكيف سيكون المشهد؟
تيار المستقبل يستعد للمناسبة شعبيًا وعلى مستوى القطاعات والمنسقيات، وكذلك على مستوى اللقاءات السياسية والديبلوماسية، لكن كل ذلك رهنٌ بما يمكن أن يفعلَه الرئيس سعد الحريري في “اليوم التالي” لعودته، كيف سيكون المشهد في بيت الوسط؟ مَن هم الزوار؟ هل ستكون هناك منصّة لإعلان المواقف؟ أم أن الزيارات واللقاءات ستبقى صامتة؟ هل سيقوم بزيارات لعين التينة وللسراي الحكومي؟
كل هذه التفاصيل “الصغيرة” مهمّة جدًا، لأنها ستكون تحت مجهر المراقبين، سواء أكانوا من القوى السياسية اللبنانية أو من الديبلوماسيين العرب والأجانب، فالسقف الذي سيكون عليه مضمون ما سيقوله الرئيس الحريري، سيحدد ما إذا كان سيعود ويبقى أو أنه سيعود من أجل المناسبة فقط.
لكن ما أصبح مؤكدًا أن الرئيس سعد الحريري رقمٌ صعب في المعادلة السنيَّة وفي المعادلة اللبنانية، صحيح أنّ له أخطاءه لكن “جُلَّ مَن لا يخطئ” والمحاسبة تكون في صناديق الاقتراع، لكن المؤشرات تدل على أنّ الرئيس الحريري في وضع لا يمكن تجاوزه، لا سنيًا ولا وطنيًا، وهذه حقيقة لا بدّ من أخذها في عين الاعتبار، بما يدفع جميع المعنيين إلى مراجعة حساباتهم وإعادة وضع بيت الوسط على خارطة المواقع السنية ذات الثِقل السياسي، ليس وحدها بالتأكيد بل لكي يُحسَب لها حساب في أي استحقاق مقبل.
هنا يُطرَح سؤال أساسي: هل يُعاد إحياء “نادي رؤساء الحكومات السابقين”؟ وهل يكون هذا “النادي” معبرًا للرئيس الحريري إلى الاستحقاقات المقبلة؟
من السابق لأوانه استشراف تموضع الرئيس الحريري، فظروف ابتعاده عن الحياة السياسية اللبنانية ربما مازالت على حالها، وقد لا تتبدَّل إلا بعد عبور مرحلتين: واحدة قصيرة الأمد والثانية طويلة الأمد، قصيرة الأمد وهي رئاسة الجمهورية، وما يليها من تسمية رئيس الحكومة العتيد، وطويلة الأمد وهي انتخابات مجلس الـ 2026.
وبين المرحلتين سيكون الرئيس الحريري “بين بيروت والإمارات”، والتركيز على الأعمال وليس على السياسة.
كما سيكون لديه متسع من الوقت لإجراء مراجعة للمرحلة السياسية بين عامي 2005 و 2019، لاستخلاص العبر وإعادة الانطلاق، إذا كان هناك من انطلاقة جديدة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |