لا تسوية على حساب لبنان ولا ضمانات أميركية بعدم شن إسرائيل حرباً موسعة
واشنطن لم تبدل آراءها بخصوص لبنان وهو بالنسبة لها ما زال يمثل حليفاً مهماً للولايات المتحدة التي تسعى للحفاظ على هويته كي لا تكون مسلوبة من قبل إيران
كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:
تسعى الإدارة الأميركية بكل ثقلها إلى منع التصعيد لا سيما على جبهة لبنان بعد مرور أربعة أشهر على حرب غزة، وتعمل على تكثيف حراكها الديبلوماسي من أجل حث الجانبين الإسرائيلي واللبناني على عدم الدخول في حرب موسعة وتحذر من خطورتها وتداعياتها المدمرة للجانبين، وبالتوازي تنسق مع دول المنطقة للإسراع في التوصل إلى حل عبر هدنة طويلة الأمد بين حماس وإسرائيل على الرغم من دعمها المتواصل لإسرائيل في ظل انشغالها بالإنتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي هذا السياق تؤكد مصادر مطلعة في واشنطن لموقع “هنا لبنان” أن هناك ضغطاً دولياً هائلاً على إسرائيل لتجنيب لبنان الحرب وما زيارات وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن المكثفة إلى إسرائيل والتي بلغ عددها ستة منذ 7 تشرين الأول سوى عنواناً لذلك، ويترافق ذلك مع قناعة أميركية بأنّ لبنان يجب أن يستمر وأن حزب الله لا يمسك بالقرار والدولة في لبنان كي يتم شن حرب على هذا البلد الذي لا يزال يدار من قبل الدولة اللبنانية ولديه جيش فاعل كما يلتزم بالقرار 1701، بل إن حزب الله يعتبر خاطفاً للبنان من قبل إيران. وتشير المصادر إلى أن واشنطن لا تزال تؤكد حرصها على أمن واستقرار وسيادة لبنان وغير صحيح ما يروج له عن صفقة رئاسة الجمهورية مقابل تطبيق القرار 1701 سيقوم بها الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين. وتؤكد المصادر عينها أن الإدارة الأميركية لا تزال تجري إتصالاتها وتضع الأفكار حول ماذا سيحمل هوكشتاين في جعبته خلال زيارته إلى لبنان لا سيما بعد زيارة تل أبيب، إذ أنه يلعب دوراً مهماً لكنه لم يتسلم زمام كافة الأمور لا سيما منها الرئاسة اللبنانية والتي لا تزال بيد اللجنة الخماسية. وتعتبر المصادر الديبلوماسية أن هناك رقابة قوية من قبل مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأميركي على ما يقوم به هوكشتاين في الملفات التي يتسلمها.
وفي ما يتعلق بالترتيبات الحدودية في حال حصلت فلن تتم بين حزب الله وإسرائيل بقرار أو أمر إيراني بحسب المصادر والتي كشفت لموقع “هنا لبنان” عن العمل على إمكانية توسيع عديد قوات اليونيفيل لا سيما من خلال قرار التجديد لها في آب المقبل، كما يتم التفكير بالآليات الأفضل لكيفية التنسيق بين اليونيفيل والجيش اللبناني في حال تم التوصل إلى تسوية حول كيفية تطبيق القرار 1701 بعد انتهاء الحرب، وهو ما تسعى إليه العديد من الدول الغربية عبر تعزيز قدرات الجيش اللبناني للتواجد في الجنوب وتوسيع نطاق عمله تنفيذاً للقرار الدولي إضافة إلى دعمه من خلال التحضير لمؤتمر دولي من أجل تقديم المساعدات له على غرار مؤتمر روما. وقد بدأت هذه التسوية تطل بملامحها بعد الورقة الفرنسية التي قدمها وزير الخارجية الفرنسي للبنان خلال زيارته الأخيرة والتي اعتبرت في لبنان بأنها ورقة إسرائيلية وضمان فقط لأمن شمال إسرائيل، وتزامن ذلك مع دعوة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في زيارته منذ أيام الى استعداده للحوار والتوصل إلى حل سياسي وتطبيق القرار 1701 بوصفه الناظم الوحيد للحدود بين لبنان وإسرائيل إضافة إلى لبننة انتخاب رئيس الجمهورية، مما يشير إلى أنّ إيران تستعجل التوصل إلى حل وتريد التسوية والجلوس على الطاولة مع الولايات المتحدة.
ليست الدول الغربية وحدها تهتم بالملف اللبناني وما يجري من تسويات بشأن لبنان إذ تسعى مجموعات لبنانية إغترابية وأخرى سياسية الى عقد لقاءات مع الإدارة الأميركية ومنها لجنة التنسيق اللبنانية-الأميركية التي كثفت من إجتماعاتها مع مسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ والكونغرس وكذلك في نيويورك مع بعثات وأعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة لا سيما منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
مصادر في اللجنة أكدت لموقع “هنا لبنان” أن هناك مساعٍ دائمة من أجل حماية لبنان عبر التواصل مع المجتمع الدولي من قبل الإغتراب اللبناني وكذلك عبر مفكرين وباحثين ولجان لبنانية حيث وضعت خارطة طريق وتعمل على تحضير الأرضية الصلبة والمناسبة وتكوين ملف جاهز كي لا يفرض المجتمع الدولي أموراً غير منطقية في حال جرت التسوية. وتنقل المصادر أجواء إجتماعاتها مع مسؤولين في الإدارة الأميركية والأمم المتحدة بأن واشنطن لم تبدل آراءها بخصوص لبنان وهو بالنسبة لها لا يزال تحت المجهر ولا يزال يمثل حليفاً مهماً للولايات المتحدة التي تسعى للحفاظ على هويته كي لا تكون مسلوبة من قبل إيران، وتشدد على أن لا ضمانات إلا من خلال المدخل الرئيسي للحل ألا وهو الرئاسة ودعم الجيش اللبناني. وقد سمع الوفد الإغترابي في اللجنة اللبنانية الأميركية كلاماً عالي السقف ضد إيران وأذرعها في المنطقة بالمعنى الأيديولوجي وهو لم يكن يحصل بهذه الوتيرة في السابق. ولفتت المصادر إلى أن الولايات المتحدة المنشغلة بإنتخاباتها الرئاسية قد إتخذت قراراً بإنهاء حالات التطرف والإرهاب في المنطقة وتسعى مع بعض الدول المهتمة بالملف اللبناني للضغط من أجل التوصل إلى حل سياسي مع عدم وجود ضمانات بعدم توسعة الحرب عند الحدود الجنوبية في لبنان في ظل التعنت الإسرائيلي وحكومة نتنياهو. وهو ما تؤكده السفيرة الأميركية الجديدة في لبنان ليزا جونسون أمام من تلتقيهم من مسؤولين لبنانيين بأن لا ضمانات بإمكانية عدم شن حرب من قبل إسرائيل على لبنان بعد أن جهدت واشنطن مع إسرائيل ولم تتوصل حتى الساعة إلى إقناع نتنياهو.