أخطر كلام يصدر عن “الحزب”: نحارب إسرائيل لتغيير المعادلة الداخلية

ماذا علينا كلبنانيين أن نفعل؟ هل نرضخ ونقول له: أمرك سيدنا.. خذ ما تريد ولا تذهب إلى الحرب.. أم نقول له لن نعطيك ما تريد وهيا اذهب إلى الحرب وفرجينا شو رح يطلع من أمرك؟

كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:

قبل أيام، أطل الشيخ المعمم صادق النابلسي المنتمي حتى النخاع إلى “حزب الله” وأخبرنا أنّ “الحزب” يذهب إلى الحرب بهدف تغيير المعادلة الداخلية في لبنان، مستشهدًا بما تفعله إسرائيل.. وقال حرفيًا: “البعض يقول كيف نخرج من الأزمة الداخلية في حربنا على إسرائيل؟.. إذا ما قدرنا بالحوار، بالتفاهم، بالمبادرات، الوصول إلى صيغة معيّنة ننتخب من خلالها رئيس الجمهورية، قد تكون الحرب أفضل وسيلة لتغيير المعادلة”.. وأضاف: “إسرائيل بطبيعتها تعتبر الحرب عمل سياسي يستهدف تغيير الموازين.. ونحن نريد تغيير موازين القوى الجامدة القاتلة للواقع في الداخل اللبناني بالحرب مع إسرائيل”.. انتهى الصادق النابلسي.

وأمام هذا الكلام الصادق والخطير في آن، ماذا علينا كلبنانيين أن نفعل؟ هل نرضخ ونقول له: أمرك سيدنا.. خذ ما تريد ولا تذهب إلى الحرب.. أم نقول له لن نعطيك ما تريد وهيا اذهب إلى الحرب وفرجينا شو رح يطلع من أمرك؟

لكن مهلًا، هل اغتيل رفيق الحريري في شباط 2005 لتغيير المعادلة، وهل تمّت حرب “لو كنت أعلم” في تموز 2006 لتغيير المعادلة؟ وهل استبيحت بيروت في السابع من أيار 2008 لتغيير المعادلة؟ وهل فقد لبنان خيرة من أبطاله كباسل فليحان وسمير قصير وجورج حاوي وجبران تويني ووسام عيد ووسام الحسن ووليد عيدو وبيار الجميل وأنطوان غانم وسامر حنا ومحمد شطح ولقمان سليم وعدد كبير من المدنيين الأبرياء بهدف تغيير المعادلة؟

هل كان الذهاب إلى الحرب في سوريا لتغيير المعادلة، وهل كان احتلال القصير الذي دفع بالدواعش ودفشهم إلى لبنان لتغيير المعادلة؟ وهل كان الفراغ الرئاسي المشروط بوصول العماد ميشال عون إلى قصر بعبدا لتغيير المعادلة؟ وهل كانت معركة “الباصات المكيّفة” في فجر “القرود” لتغيير المعادلة؟

وهل كان هدف الهجوم الممنهج على المصارف قبل الأزمة وقبل اندلاع شرارة الحَراك لتغيير المعادلة بعد تحطيم القطاع المصرفي لصالح “مصرف” جمعية القرض الحَسَن الذي يتمدد إلى كل مكان خلافًا لقانون النقد والتسليف..

حقًا صدق الشيخ صادق وقال حقيقة ما يرمي إليه هذا الفريق المدجّج بالباطنية، هذا الفريق الذي حمّس حماس ورفع من شأنها ونفخها إلى الفوق الأعلى، ثم تركها تُذبح في غزّة ويُذبح معها الشعب الفلسطيني برمّته.. يا لهول المعادلة وتبّاً لتغييرها بهذا الأسلوب!

مع هذا الفريق يصح القول القائل: إذا كان الرفض متعبًا فالقبول مميت.. فليذهب إلى حيث يريد أن يذهب.. إلى فلسطين؟ إلى عمق الجليل؟ إلى حيفا وما بعد حيفا، وإلى هيفا وما بعد بعد هيفا، إلى حيث يريد أن يكون.. لكن ليس على حساب لبنان.. لقد آن أوان مواجهته بحقيقته التي يُعبِّر عنها بنفسه أحيانًا..

سبق للسيد حسن أن أخبرنا ذات مرة عن “الغزاة” في بلاد جبيل، وهذه حقيقة ما يعتقد، وسبق أن أخبرنا أيضًا عن افتخاره بأنه “جندي في ولاية الفقيه”.. أيضًا سبق وأخبرنا أن “أكل حزب الله ولباسه وسلاحه وماله وعزّته وكرامته من إيران”.. اعترف بكل هذه الأمور الخطيرة من دون أن يرفّ له جفن.. تمامًا كما فاخر ولا يزال بأنّ استباحة بيروت في السابع من أيار كانت ضرورية وما 7 أيار إلّا “يوم مجيد” من أيام المقاومة.. أنعم وأكرم.

مواضيع مماثلة للكاتب:

أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء

بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ

أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن..