رفضت التبرّع لـ “الحزب” فطُردت من الصّف.. أين وزارة التربية؟
في بلد تنخره الخلافات والاختلافات، هل تتحول مقاعد الدراسة أيضاً ساحة سجال سياسي أو أرض معركة؟ وهل يجوز أن تتسلّل السياسة في لبنان إلى المدارس؟
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
حتى المقاعد الدراسية لم تسلم من الاحتقان السياسي، حالة غليان استثنائية تهيمن على إحدى المدارس في منطقة الحازمية لتضعها ضمن دائرة الاستهداف السياسي الممنهج.
فقد نشرت وسائل إعلامية معلومات تفيد بأنّ معلمة طردت تلميذة في المرحلة المتوسطة من الصف لعدم تأييدها “نهج حزب الله”.
وفي التفاصيل، طلبت المعلمة بمبادرة شخصية ومن دون علم إدارة المدرسة بجمع مبلغ مالي من التلاميذ دعماً وتأييداً “لحزب الله” على أن تضعه في صندوق المساعدات المخصصة “للمقاومة” بحسب تعبيرها.
ولما رفضت إحدى التلميذات التبرع بالمال معتبرة أنها تفضل الاستفادة من مصروفها الشخصي لشراء ما تحبّ، انزعجت المعلمة وطلبت منها بعصبية الخروج من الصفّ ما أثار غضب أهلها.
وعلم موقع “هنا لبنان” أنّ الأهل يرفضون الإدلاء بأيّ معلومات إضافية خوفاً على مصير ابنتهم في المدرسة أو تعرضها للمضايقات، كما حاولنا الاتصال بوزارة التربية والتعليم العالي لمعرفة موقفها من الحادثة ولكن لا إجابة.
فهل يجوز أن تتسلّل السياسة في لبنان إلى مقاعد الدراسة؟ وما الإجراءات التي ستتخذها المدرسة بحق المعلمة؟ فما حدث أمر خطير وغير مقبول وعلى الوزارة اتخاذ الإجراءات اللازمة بأسرع وقت، فمقاعد الدراسة ليست ساحة سجال سياسي أو أرض معركة.
من جهتها، تشير المحامية مايا جعارة إلى “أنه وبشكل عام التربويون والأكاديميون يؤكدون على ضرورة إبعاد السياسة وعدم إقحامها في العملية التعليمية، كونها المنبع الرئيسي للأجيال في بناء أسس تعليمية صحيحة خالية من الشوائب السياسية، والعمل خلاف ذلك يضعف الهيكل التعليمي وقد يساعد في تدهور بيئة التعليم”.
وترى أنه “كلما ما ابتعدت المؤسسات التربوية عن الاحزاب كلما كان ذلك أفضل لإخراج أجيال ناجحة منفتحة لديها منهجية وبُعد وطني وليس فئوي متقوقع”.
كما تشدد على خطورة تحويل التعليم إلى وسيلة لتحقيق أهداف ضيّقة، فالتركيز يجب أن يكون على المستوى والجودة والابتعاد عن الصراعات التي تؤدي إلى هدم الأجيال وليس بناء الأوطان”.
وتؤكد جعارة أن “العملية التعليمية في المدارس بالغة الأهمية وعلى المعلّم مسؤولية كبرى ملقاة على عاتقه وعليه الابتعاد عن إقحام التلاميذ بأمور لا تتعلق بالمنهاج ولا يعود له أن يعمل على التأثير على فكر الطلاب وبثّ روح الكراهية بينهم من خلال إدخال أفكار من خارج منهاجهم الدراسي ولا تمت للعملية التعليمية بأي صلة”.
ورأت جعارة ان بثّ روح الوطنية الجامعة بين ابناء الوطن الواحد ضد المطامع الخارجية يبقى ضرورياً وامراً مشروعاً ومرّحباً به لا بل واجباً.
وختمت جعارة حديثها بالقول: “على وزارة التربية دور أساسي في هذا المجال، كحث المؤسسات التربوية على الالتزام في التعليم بمادة وكتاب التربية المدنية الموحد”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |