مستشارون جرّوا البلد إلى الويلات.. ويحاضرون اليوم بالعفة
كم من مستشار أخفق وتسبّب بخسائر فادحة لهيبة رئيسه والدولة، فالأزمة المالية والاقتصادية التي ألمّت بالبلاد في السنوات الماضية حملت توقيع مستشاري الرئيس حسان دياب
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
من الطبيعي أن يبادر أي مسؤول رسمي عند توليه منصباً ما إلى إحاطة نفسه بمجموعة من المستشارين يفترض بهم تقديم المشورة الصالحة والهادفة حفاظًا على صورة المسؤول و قراراته ،فإن كانت عادلة افادت المجتمع وإن كانت خائبة اضعفت المسؤول وجرت البلاد إلى الويلات. وكم من مستشار اخفق وتسبب بما تسبب به من خسائر فادحة لهيبة رئيسه والدولة!
وفي لبنان هناك أمثلة على هؤلاء المستشارين الذين احضروا” البلاء ” إن جاز القول على العباد والبلاد . وما سجل في السنوات الماضية من خسائر مالية واقتصادية ، حمل توقيع مستشارو الرئيس حسان دياب وذلك من تعليق دفع سندات اليوروبوندز إلى إجراءات الانهيار وانهاك المصارف بهدف تصفيتها وتطيير ودائع الناس. هنري شاوول اسم على رأس لائحة مدمري الاقتصاد والمال ، وكذلك الان بيفاني الذي هندس الموازنات وحاضر في العفة واتهم المصارف بالانقلابات ، في حين أن لمساته على حقيقة افلاس الدولة لا تحتاج إلى أي دليل .
شاوول تأمر واقنع دياب بالقرار المميت بالنسبة إلى سندات اليوروبوندز، وهو الذي ساهم مباشرة بافلاس مؤسسات مالية ترأس ادارتها. والسؤال كيف انتقل إلى موقع المستشار، وكيف استمر، ام أنه لبس عباءة ” المتقلب ” أو مارس السحر على رئيس الحكومة. وها هو مخططه بتدمير القطاع المصرفي احبط ، علما أنه دفع أموالا واوعز إلى اعلاميين بالظهور الإعلامي المتكرر لإدانة هذا القطاع واتهامه بتبديد أموال الناس وجنى أعمارهم، ومول حملات من هذا القبيل.
أما بيفاتي فلم يكن أفضل حال وهو الذي شغل منصب مدير عام المالية لسنوات وسنوات على مر عهود رئاسية، فكان قد قدم دراسة واطل على شاشات التلفزة العربية والاجنبية مؤخرا لشرح أسباب الانهيار واتهام المنظومة، متناسيا عن قصد أنه كان جزءا لا يتجزأ منها لا بل كان المسبب لها . ألم يتقرب من جميع وزراء المال الموالين والمعارضين، ألم يخطط ويقرر ويقدم دراسات ويشارك في جلسات مطولة للموازنات والأوضاع المالية ، ألم يعلم بأن اليلاد على شفير الهاوية. لا كان يعلم ويعلم كثيرا وكان مستفيدا من منصبه وتشارك مع بعض الوزراء والمعنيين في المستندات التي استباحت المال العام والمكافآت والحوافز والمساعدات الدولية والعربية عن تصميم مسبق.
شاوول وبيفاني وجهان لعملة واحدة وفق ما ترى مصادر اقتصادية لموقع ” هنا لبنان ” ، فهما ومعهما شخصيات مالية وراء ” جهنم ” الانهيار المالي ، وهؤلاء لا يخجلون من الظهور والدفاع عن القرارات التي افقدت مكانة لبنان المالية واعطت سببا كي تتلاشى شيئا فشيئا الثقة الدولية بلبنان والقطاع المصرفي . كلهم مع بضعة موظفين وصفوا بالشبكة العنكبوتية خططوا ونفذوا وادخلوا البلاد في دوامة لا تنتهي. وتشير هذه المصادر إلى أنه كان الأحرى بهؤلاء إدانة أنفسهم قبل نشر أطروحات عن الواقع الذي وصلت إليه البلاد ، لكن ظل هؤلاء يطلون كأبطال قومية في الدفاع عن أموال المواطنين، في حين انهم الساعون إلى جعلها في خبر كان.
وترى هذه المصادر أن المستشارين أمثال شاوول وغيره اقدموا على ” تخريب الهيكلية المالية، وسمع منهم المسؤولون نصائح خاطئة لأنهم كانوا مهتمين بأمور أخرى أو لأن نرجسيتهم حالت دون التحقق من قراراتهم بناء على هذه النصائح ” التدميرية ” .
هذه الوقائع تدفع إلى إدخال قول مأثور جديد على قاموس الأمثلة ” قل لي من مستشارك، اقول لك من انت ” ، ربما لا بنطبق هذا القول على بعض المسؤولين إنما فليكن محفزا لاتخاذ القرار الصائب بتعيين هذا المستشار المناسب في مكانه المناسب.