حتمية الحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل
لم يُنهِ القرار 1701 حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل، إذ لم يتمّ الالتزام ببنوده من الجانبين، فبقي سلاح الحزب يسرح ويمرح جنوب الليطاني، وبقيت الخروقات الإسرائيلية مستمرة
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
منذ أكثر من خمسة أشهر، والحرب مشتعلة على الحدود اللبنانية الفلسطينية، بين المقاومة والجيش الإسرائيلي. فيما السؤال المتكرر يومياً، هل ستتوسّع هذه الحرب؟
لم يُنهِ القرار 1701 حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل، إذ لم يتمّ الالتزام ببنوده من الجانبين، فبقي سلاح حزب الله يسرح ويمرح جنوب الليطاني، وبقيت الخروقات الإسرائيلية مستمرة.
ومؤخراً فشل المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، بإقناع حزب الله بوقف العملية على إسرائيل، وفصل جبهة الجنوب عن جبهة غزة. هذا فيما أعلنت إسرائيل، أنّ وقف إطلاق النار في غزة لن ينسحب على لبنان.
فهل باتت الحرب الشاملة حتمية بين لبنان وإسرائيل؟
للإجابة عن هذا السؤال، يقول الخبير العسكري والقانون الدولي العقيد المتقاعد أكرم كمال سريوي لـ “هنا لبنان”: “الوضع على جبهة جنوب لبنان مع إسرائيل، يشبه الجلوس على برميل بارود، لا يمكن التنبؤ متى قد ينفجر. صحيح أنّ الطرفين لا يريدان الحرب الشاملة، كما أعلنا، لكن نحن في حالة حرب وتبادل قصف يومي، ولا يمكن في الحرب استبعاد عنصر المفاجأة. وقد تتدحرج الأمور إلى الأسوأ، نتيجة أي خطأ في الحسابات، يرتكبه أحد الطرفين. لذلك يبقى خيار الحرب الشاملة قائماً، والوضع مفتوحاً على كل الاحتمالات”.
وعن الدور الأميركي والإيراني في لجم الطرفين أشار سريوي إلى أنّ: “أميركا وإيران أعلنتا أنهما لا تريدان الذهاب إلى مواجهة، ولا ترغبان بتدهور الأمور على جبهة جنوب لبنان، بشكل قد يؤدي إلى حرب شاملة، قد لا تقف عند حدود لبنان ، بل قد تُشعل المنطقة برمتها”.
لكن من ناحية أُخرى يقول سريوي أنه “من الواضح أنّ حكومة نتنياهو، لا تريد وقف الحرب على غزة، وتستعد لمهاجمة رفح، وتتحدث عن حرب لأشهر وربما لسنوات، وبالتالي فإنّ عدم قبول حزب الله بفك الارتباط بين جبهة غزة وجبهة لبنان، يضغط على إسرائيل، وقد يدفعها إلى المغامرة بالتصعيد، وشنّ حرب واسعة النطاق على لبنان”.
ولفت سريوي إلى “أنّ لدى حكومة إسرائيل، رغبة واضحة، بجرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى الحرب الشاملة، في الشرق الأوسط. ولكن موقف إدارة الرئيس بايدن الأخير، والانتقادات والضغط الذي يمارسه على إسرائيل، شكّل رسالة واضحة إلى نتنياهو، بأنّ بايدن لا يوافق على خيار الحرب المفتوحة”.
وفي معرض إجابته على السؤال: هل تمنع أميركا إسرائيل من شن حرب شاملة على لبنان، يرى سريوي: “لم ولن تمنع أميركا إسرائيل، من شنّ عدوان على لبنان، إذا كان ذلك يخدم مصالح أميركا وإسرائيل، لكن إسرائيل تتهيّب الدخول في حرب مفتوحة على لبنان: أولاً بسبب حالة جيشها المنهك، اليوم، بعد خمسة أشهر من الاستنفار والحرب. وثانياً، لأنها وبحسب التقارير التي أعدتها مراكز الأبحاث الإسرائيلية، فإنّ الحرب مع لبنان ستُلحق أضراراً كبيرة بإسرائيل. أما ثالثاً فلأنّ هذه الحرب المكلفة، لا ضمانات بأنها ستحقق الأهداف المرجوة”.
وعن كيفية الخروج من المأزق الحالي يؤكد سريوي لأنّ “كلا الطرفين إسرائيل والحزب، يريدان تحقيق انتصار في هذه المعركة، وهذا صعب أن يحصل دون معركة كبرى، كما أنّ المشاكل العالقة بين لبنان وإسرائيل خاصة استمرار إسرائيل بانتهاك سيادة لبنان براً وبحراً وجواً، وخرق القرار 1701 ووجود نصف مليون لاجئ فلسطيني في لبنان، هذا إضافة إلى عقيدة الحزب بوجوب المشاركة في تحرير القدس، كل هذه العوامل، تجعل الصدام الكبير والحرب الشاملة بين لبنان وإسرائيل، مسألة وقت فقط”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |