47 عاماً على اغتيال كمال جنبلاط.. وفكره النضالي أمثولة تدرّس
في السادس عشر من آذار عام ١٩٧٧ جاء اغتيال المعلم كمال جنبلاط ليرسم صفحة مريرة في تاريخ لبنان، تمكّنت يد الغدر منه لكنها لم تتمكن من قتل حلمه بوطن حر.. ولولا القوى الظلامية لكان صاحب مقولة “أنّ الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء” غلب هؤلاء وغيرهم بمشروعه الوطني الكبير
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
من الصعوبة بمكان أن تجتمع ألقاب متعددة في شخص واحد، فكيف إذا اتّسمت بالفضيلة والشجاعة والحكمة دفعة واحدة، وهذه كلها اجتمعت لدى المعلم والزعيم والمفكر والسياسي الشهيد كمال بك جنبلاط.
اختصر المعلم كمال كما يحب أن يتذكره محبوه وأنصاره رحلة نضال منذ شبابه حتى مماته. وجاء اغتياله في السادس عشر من آذار عام ١٩٧٧ ليرسم صفحة مريرة في تاريخ لبنان، تمكنت يد الغدر منه لكنها لم تتمكن من قتل حلمه بوطن حر ، ولولا القوى الظلامية، لكان صاحب مقولة “أنّ الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء” غلب هؤلاء وغيرهم بمشروعه الوطني الكبير.
المعلم كمال جنبلاط حاور وجادل ووقف إلى جانب القضايا العادلة وكان محارباً شرساً لها في كل الأزمنة. كما أفحم الفلاسفة عن نظرته إلى الحياة، وأدخل مفردات عن مكونات المجتمع، وبادر إلى التخطيط واجتراح الحلول، جالسه السياسيون والشباب والمواطنون، وكان محبوباً لدى الجميع. عمم ثقافة العلم والعمل. وخاطب الطبقات الفقيرة والغنية، وقال للزعماء السياسيين: على الذين يريدون أن يكونوا زعماء أن يبنوا الزعامة في شخصياتهم أولاً.
في الذكرى السابعة والأربعين لاغتياله، يحييه الوطن في حين أنّ الشر الذي ما يزال يتربص بلبنان وهو الشر عينه الذي كان يخشاه جنبلاط الأب، لم تتمّ إبادته.
مؤسس الحزب الاشتراكي كان صريحاً وتحلى بالوعي وقال: من تهرب من معركة الحياة، كمن تهرب من معركة الحق.
وفي هذا السياق، يقول نائب كتلة اللقاء الديمقراطي بلال عبدالله لموقع “هنا لبنان” أنّ كمال بك هو رائد التغيير الحديث في لبنان وحاول نقل لبنان من دولة المزارع والطوائف والمذاهب إلى دولة المواطنة، ويؤكد أنّ الشعارات التي رفعت في خلال ثورة موجودة في كتابات الشهيد الذي عرف بنضاله وفكره الإيدولوجي وكفاحه من أجل العدالة الاجتماعية والشراكة، وكان من مؤسسي المشروع اليساري الوطني الذي كان قابلاً للتطبيق وقادراً على التأقلم مع الواقع العربي.
ويشير النائب عبدالله إلى أنّ جنبلاط كان من أبرز المدافعين عن الثورة الفلسطينية وحاول المحافظة على القرار الوطني المستقل، أما تجربته النيابية فكانت فريدة في إطار تعاطيه مع المواطنين واقتراح المشاريع وكذلك عندما تولى منصب وزارتي التربية والداخلية، وأيّد حرية الرأي والفكر والتظاهر وإبداء الرأي.
وفي السادس عشر من آذار من كل عام نضع وردة على ضريحه لنؤكد أنهم عندما اغتالوا كمال جنبلاط لم يغتالوه كروح.
استشهد كمال بك المعلم في يوم أسود وقاتلوه دون أن يواجهوه، إنما غدروا به وقد سبق لمبادئه وأفكاره أن عبرت لبنان على مرّ الأجيال، وفي هذا العبور نال البعض دروساً في حب الوطن والقضية.