مأزق “الحزب” بين غزة وباسيل
بدأ الحزب يشعر بالمأزق الذي ورط نفسه ولبنان فيه، لدرجة أنّ إيران شعرت بالخطر من تدهور الأوضاع ورفضت السكوت فأكدت لإسماعيل هنية الذي زار طهران انها لا تريد الحرب
كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:
يبدو أنّ آخر زيارة لرئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني إلى بيروت قد فرضت تغييراً في موقف “حزب الله” الذي أعلن بلسان أمينه العام حسن نصرالله، كما نقلت وكالة رويترز، إنه لن يورط إيران في حرب مع إسرائيل فيما يستعد لبنان لاستقبال وزير خارجية فرنسا بعد موافقته على الورقة الفرنسية التي تدعو إلى الالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١ وترتيب حل للوضع في جنوب لبنان، وتأكيد وزير الخارجية عبدالله بوحبيب بعد زيارة لافتة لرئيس المجلس نبيه بري “الممانع” أنّ لبنان لا يسعى للحرب وإنما يريد أن تلتزم إسرائيل بالقرار أيضاً، مبدياً استعداد لبنان للعودة إلى الاجتماعات الثلاثية غير المباشرة مع إسرائيل بمشاركة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لمناقشة جميع الخلافات وتطبيق القرار ١٧٠١ فيما ظهر الاجتماع الحوثي في بيروت مع مسؤولين من “حزب الله” و”حماس” ملتبساً وكأنه تحدٍّ لإرادة طهران وواشنطن معاً، في حين كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” أنّ نائب وزير الخارجية الإيراني يفاوض في عمان مع مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط لوقف هجمات الحوثيين في البحر الأحمر. وأفادت رويترز أنّ اجتماع قاآني مع نصرالله، الثالث منذ بداية الحرب في أكتوبر، حصل في شباط الماضي، وعكس تخوف طهران من أن تتحول إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل، فطمأن خلاله نصرالله قاآني قائلاً: “لا نريد أن تنجرّ طهران إلى حرب مع إسرائيل ولا مع الولايات المتحدة”، مؤكّداً أنّ “هذه معركتنا وسنقاتل بمفردنا”.
كيف وبأية وسائل، وهل بإمكانه أن يتمرد على أوامرها إذا قررت طهران فعلاً أن لا تدعمه؟
هذا ما يؤكد في مطلق الأحوال أنّ “حزب الله” بدأ يشعر بالمأزق الذي ورط نفسه ولبنان فيه لدرجة أنّ إيران شعرت بالخطر من تدهور الأوضاع ورفضت السكوت كما سبق وفعلت مع “حماس” التي شنت هجومها في ٧ تشرين الأول الماضي، مؤكدة لإسماعيل هنية الذي زار طهران أنها لا تريد الحرب.
وهذه حركة فتح تستعيد زمام المبادرة وتوجه صفعة لـ”حماس”: “من تسبب باعادة احتلال إسرائيل لغزة وتسبب بالنكبة الجديدة التي يعيشها الفلسطينيون لا يحق له أن يملي أولويات وطنية”، تعليقاً على رفض حماس تعيين رئيس الحكومة الفلسطينية الجديدة. بالمقابل، يبدو أن إسرائيل بدأت هي أيضاً تتجاوب مع مساعي التهدئة (أو تناور؟) إذ شاركت في اجتماع استخباراتي قطري-مصري-اسرائيلي في الدوحة، وأنّ الضغط الأميركي بدأ يشتد على نتنياهو ويدفعه إلى القبول بتسوية.
إنّ هذا التطور المفاجئ في
الموقف الإيراني إذا صح دفع “حزب الله” إلى الإيعاز للحكومة اللبنانية بالاستعداد لتطبيق القرار ١٧٠١ (والقبول بسحب مقاتليه إلى شمال الليطاني؟) والسعي لإعادة ترتيب علاقاته الداخلية تحاشياً للعزلة، من هنا كانت زيارة وفد نيابي من كتلته برذاسة محمد رعد إلى ميشال عون في الرابية لترطيب الأجواء، وليس لإعادة إحياء “تفاهم مار مخايل” وإعادة المياه إلى مجاريها بدليل أن رئيس التيار جبران باسيل لم يكن حاضراً، والذي صرح أمس قائلاِ بكل وضوح: “ما حدا يتحجج بالحرب ليفتت الدولة ويهمل حماية الناس”! وهذا عون نفسه يصرح بعد اللقاء أنّ التيار لم يستشر قبل المشاركة في حرب لم تقررها الحكومة اللبنانية، ولفت قائلاً أنّ كل ما يجري هو لهدم الدولة!
فما كان من نائب أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم إلا أن يصرح أنّ “التفاهم (مع التيار العوني) بات معلقا”.
فيما البطريرك الماروني بشارة الراعي يعلن أنّ هناك فريق يريد جر لبنان إلى حرب ويسعى لعقد لقاء في بكركي يجمع الأقطاب الموارنة على موقف واحد رافض للحرب، وعلى اسم واحد ثالث للرئاسة؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
برّي يفاوض.. أين المعارضون؟! | “الحزب” السلاح الإيراني الأكثر فعالية للتفاوض | وليد جنبلاط… السهل الممتنع |