البرازيل.. عودة الروح؟
خاص “هنا لبنان” – كتابة جهاد صوما
ما زال الحديث عمّا إذا كان منتخب البرازيل قد نفض غبار النتائج الهزيلة التي حققها في السنوات الأخيرة عنه، أم أنه ما زال يتخبط في وحول أزمات لاحقته منذ فوزه بآخر لقب عالمي له عام ٢٠٠٢، سابقاً لأوانه.
إلّا أنّ فوز المنتخب البرازيلي الذي يتابعه مئات ملايين المشجعين من كل جنسيات العالم وليس فقط من البرازيل، على المنتخب الإنكليزي في عقر داره أعطى جرعة أمل لجمهور السامبا.
ولكن المباريات الودية لا يمكن أن تشفي غليل أناس اعتادوا على الفوز بالبطولات في مختلف الفئات وليس فقط في كأس العالم. للبرازيليين مباراة أخرى يوم الثلاثاء أمام منتخب من الأبرز على الساحة العالمية وهو المنتخب الإسباني المدجج بنجوم الليغا الإسبانية. وسيتسنى للبرازيل الحكم على منتخبها بشكل أفضل بعد المباراة أمام “الروخا”.
نبدأ ببعض ما شاهدناه من إيجابيات ظهرت بعد اللقاء أمام الإنكليز:
الفوز على منتخب من أبرز وأكبر وأقوى المنتخبات العالمية على أرضه أمر ليس بالسهل. فمنتخب إنكلترا المدجج بالنجوم الذين يلعبون في أقوى دوري في العالم ويعد من أكثر المنتخبات تماسكًا وتطورًا وثباتًا في السنوات العشر الأخيرة. كما أن ملعب ويمبلي له هيبته ورهبته، وهذان الأمران لم يشكلا أي عائق أمام نجوم البرازيل.
اللعب بتشكيلة قليلة الخبرة لم يمنع البرازيل من إبراز هويتها الهجومية. تخيلوا أن خمسة لاعبين من التشكيلة الأساسية لعبوا مباراتهم الدولية الأولى أمام الإنكليز وهم الحارس بنتو وثلاثة مدافعين هم وينديل ولوكاس بيرالدو وفابريزيو برونو ولاعب وسط هو جواو غوميز. ناهيك عن أن عدة لاعبين يلعبون في البرازيل ولم يحظوا بفرصة الاحتكاك على مستوى عالٍ في أوروبا.
تأقلم الفريق على اللعب بغياب نيمار. فصحيح أن لاعب الهلال تقدم في السن نسبيًا (٣٢ عامًا) وقد كثرت إصاباته، ناهيك عن الأخبار المتكررة عن قلة انضباطه وغياباته المتكررة عن التمارين. ولكنه يبقى من الركائز الأساسية للبرازيل التي لعبت المباراة بطريقة سلسة غير آبهة بغياب نجمها.
كما أنّ ظهور اللاعب الشاب أندريك ابن الـ ١٧ ربيعًا وصاحب هدف المباراة الوحيد والذي يعد من أكبر المواهب العالمية مستقبلًا زاد في تفاؤل البرازيليين بمنتخب يملك خامات نادرة كما عودنا منذ أيام الجوهرة السوداء بيليه.
مع ذلك، يجب التنبه لعدة أمور أبرزها أنّ المنتخب البرازيلي تلقى عدة صفعات على عدة مستويات أبرزها قلة بطولاته الدولية على كل المستويات في الأعوام الأخيرة، ناهيك عن انحسار عدد النجوم الذين كانوا يزينون المنتخب ويتنافسون على تقديم الأفضل. كما أنّ عشاق “السيليساو” متطلبون ولا يرضون عن الفوز بديلًا. فكل شيءٍ ما عدا الفوز بكأس العالم المقبلة عام ٢٠٢٦ يعتبر خسارة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تيننتي: لا صحة للانباء عن جولة لـ”اليونيفيل” في بعلبك | أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغانتس… وردود أفعال غاضبة: “فضيحة غير مسبوقة” | دريان: فرحتنا لا تكتمل بالاستقلال إلّا بوجود رئيس جمهورية |