فاتورة حرب الجنوب تقدّر بمليارات الدولارات: الزراعة الخاسر الأكبر.. والسياحة بخطر
بالرغم من أنّ العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، محصورة في جنوب لبنان، إلّا أنّ تداعياتها تمتدّ يوماً بعد يوم على كل القطاعات: صناعياً تجارياً مالياً وسياحياً، وهنا الخوف الكبير من تطورات سلبية في ملف الحرب التي من شأنها الإنعكاس سلباً على الحجوزات إلى لبنان
كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:
عاد القلق الاقتصادي إلى المشهد اللبناني من جديد بعدما ازدادت حدة التوترات الأمنية على الحدود اللبنانية، في وقت بات فصل الصيف على الأبواب، وكما هو معلوم، فإنّ هذه الأشهر تشكل الفترة المنتظرة لتي يتم التحضير فيها من السياح العرب والأجانب وحتى من المغتربين اللبنانيين، لزيارة لبنان. وبالرغم من أنّ العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، محصورة في جنوب لبنان، إلا أنّ تداعياتها تمتد يوماً بعد يوم على كل القطاعات: صناعياً تجارياً مالياً وسياحياً، وهنا الخوف الكبير من تطورات سلبية في ملف الحرب التي من شأنها الإنعكاس سلباً على الحجوزات إلى لبنان.
السياحة نبض الاقتصاد اللبناني
السياحة هي الرافعة الأساسية للإقتصاد اللبناني وللنشاط الإقتصادي الذي تم تسجيله خلال عام 2023 حتى 7 تشرين الأول، لأن القطاع السياحي يُشَغِّل كل القطاعات في لبنان: زراعة، نقل، صناعة وخدمات على إختلافها. لذلك فإنّ أي صدمة أمنية ستطاول كل القطاعات، ما يعني أنّ هناك خوفاً متجدداً في حال استمرت هذه الحرب، من دخول لبنان في مرحلة ركود جديدة.
الخسائر الزراعية
وكان وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس الحاج حسن، كشف الخسائر الزرعية التي يتكبدها الجنوب يومياً، وتقدر بحدود الملياري دولار، فيما أسفر القصف عن حرق ما لا يقل عن 2100 دونم و60 ألف شجرة زيتون، وألحقت الحرب الضرر بأكثر من 6000 دونم من الأراضي الحرجية والزراعية التي استهدفت مباشرة، بالإضافة إلى أنّ المزارعين غير قادرين على الوصول إلى أراضيهم لجني الثمار أو زراعة المحاصيل ومواصلة النشاط الزراعي، خشية تعرضهم للقصف الإسرائيلي، وهو ما أثر على قرابة 30 في المئة من الإنتاج الزراعي اللبناني، مما يصعب استعادة الإنتاج من جديد، وسيتطلب الأمر سنوات لاستعادة الأرقام إلى ما كانت عليه قبل هذه الهجمات. كل ذلك تسبب في إلحاق ضرر كبير بالقطاع الزراعي ليزيد من معاناة لبنان الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية واجتماعية.
وفي السياق أكد المدير العام لوزارة الاقتصاد والتجارة الدكتور محمد أبو حيدر لموقع “هنا لبنان”، أنّ الخسائر المباشرة للبنان يومياً تقدر بحدود الـ3 ملايين دولار، وبالتالي أصبحت الخسائر في الجنوب تفوق المليار ونصف مليار دولار، ناهيك عن الخسائر غير المباشرة على القطاعات الأخرى كالصناعة والتجارة.
خسائر القطاع الخاص
حتى الساعة، لا أرقام تقدر حجم الخسائر التي يتكبدها القطاع الخاص، خصوصاً أنّ الحرب لا تزال مستمرة ولكن في الوقت الحالي يعتبر القطاع الخاص في إستقرار، ويعول بشكل أساسي على فصل الصيف لتحقيق التوازن. أما الخوف فيزداد من أن تتطور المواجهات في الجنوب ويدخل حزب الله في حرب مباشرة مع إسرائيل، فعندها ستقع الكارثة على القطاعات كافة ومن ضمنها القطاع الخاص فيما ظروف الحرب ستجبر مؤسسات على الإقفال وتعليق دفع رواتب الموظفين، طالما لا ودائع لديها ولا أعمال بتدفقات نقدية مستدامة حيث ستنقل بعض المؤسسات مقارّها ومستودعاتها من مناطق إلى أخرى، مع خيار العمل عن بعد في قطاعات معينة، ومن المتوقع أن يتضرر ما لا يقل عن 100 ألف موظف.
تشير دراسات إلى أنّه في حال وقوع حرب مباشرة بين الحزب وإسرائيل، سيتكبد لبنان خسائر بحدود الـ20 مليار دولار أي ما يفوق خسائر حرب 2006 المباشرة وغير المباشرة، التي بلغت نحو 10 مليارات دولار، وسيعود لبنان أسوأ مما كان عليه ، بعدما خرج من الحرب الأهلية عام 1990.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في حال أنفقت الدولة كل “السيولة”.. هل تتجه إلى إحتياطي مصرف لبنان؟ | بعد إنتخاب ترامب.. ما هي التداعيات الاقتصادية على لبنان؟ | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ |