بعد الجولان… إعدام السياحة في لبنان
ماذا عن إعدام السياحة في لبنان؟ وأين سيسوح 95 ألف نازح جنوبي أيام العيد وأيام الصيف؟ خسر القطاع السياحي نحو ملياري دولار، فعلام “البسط” في إعدام السياحة في الجولان إن كانت الحرب لن تترك بقعة صالحة لإقامة مهرجان جنوبي العاصمة اللبنانية؟
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
استوقفني في صحف الأربعاء واحد من العناوين المبهرة للعيون المثلجة للقلوب والرافعة للمعنويات والداعية للافتخار والمؤشّرة للإنتصار المبين. العنوان “مستوطنو الشمال: حزب الله أعدم السياحة في الجليل والجولان”. وهل يحتاج اللبنانيون إلى ما هو أفضل من هذا الخبر في شهر رمضان المبارك، وفي أسبوع الفصح لدى الطوائف الغربية؟
العدو بنفسه يقرّ ويعترف بخسائره، فيما لا تزال أصوات لبنانية متخاذلة تدعو بكل وقاحة إلى وقف حرب المشاغلة التي تراكم الإنتصارات المستمرة من نحو 6 أشهر و”أي وقت إضافي هو هزيمة إضافية لإسرائيل” بحسب قول نائب المرشد الأعلى الشيخ نعيم قاسم في الثاني من شباط. في ذاك اليوم قال في أربعين القيادي في الحرس الثوري رضي موسوي أننا نستطيع إعلان انتصار المقاومة (الإسلامية) معلناً أنّ “إسرائيل في حالة موت سريري، وتحتاج إلى بعض الوقت من أجل أن تبرز النتائج بتحرير كلّ فلسطين إن شاء الله من البحر إلى النهر”. في مفهوم الطب الحديث، يقوم الميت سريرياً بين الوقت والآخر ويقصف المدن والدساكر والأعمار…ثم يعود إلى السرير.
بالعودة إلى إعدام المقاومة الإسلامية السياحة في الجليل والجولان، وانطلاقاً من العنوان الرنان الفتّان، ماذا عن إعدام السياحة في لبنان؟ وأين سيسوح 95 ألف نازح جنوبي أيام العيد وأيام الصيف؟
تكشف الأرقام أنّ نسبة إشغال الفنادق في بيروت تتراوح بين 10 و15 بالمئة، وخارج بيروت بين 5 و7 بالمئة، مقارنةً بنسبة الإشغال العام الماضي الّتي تراوحت بين 50 و60 بالمئة داخل العاصمة، وبين 40 و50 بالمئة خارجها، تأجير السيارات دون العشرة بالمائة، نصف عدد المطاعم أقفل ومن دون رجعة.. خسر القطاع السياحي نحو ملياري دولار، فعلامَ “البسط” في إعدام السياحة في الجولان إن كانت الحرب لن تترك بقعة صالحة لإقامة مهرجان جنوبي العاصمة اللبنانية. وإن نوت البترون وإهدن وجونيه وجبيل هذا الصيف وتحدت مطاعمها الحرب وعملت على إعلاء شأن السياحة، فأكثر من حضور هاني شاكر لا يتوقعنّ أحد.
ختاماً لا بد من تذكير محبي الحياة والفرفشة ببيان شديد الأهمية صدر عن الممانع إميل جونيور، سليل أبطال الـ 400 متر فراشة غداة إعلان الشيخ نعيم الإنتصار وجاء في البيان الموجّه إلى من لا يقدّرون أهمية الحرب ودفع الأثمان: “ألستم تدّعون أنّكم تحبّون الحياة والرفاهيّة والسهر؟ إنّ المقاومين يستشهدون اليوم من أجل أن تعيشوا وتسهروا وتتنعّموا بالرفاهيّة”.
أكتر من هيك رفاهية يا جونيور بعد ما صار. والمهم بالنسبة إلينا سيد جونيور إعدام السياحة في الجولان مهما كان الثمن ومتل إجرك السهر.إن واجبنا تجاه غزة يتقدم على ما عداه من واجبات عسكرية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |