بطريرك الموارنة أم بطريرك لبنان؟
لقد قال البطريرك الراعي ما يجب أن يُقال كل لحظة وعلى لسان كل مسؤول ونائب ووزير.. عظة الفصح كانت عظة وطنية لبنانية تأسيسية، ويجب ألّا تصرف مارونيًا أو تُستهلك مسيحيًا.. فالمسلمون معنيون فيها مثل المسيحيين وأكثر، وعلى الجميع مواكبتها والبناء عليها
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
في عظة الفصح، أطلّ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على الرأي العام كبطريرك فعليّ لجميع اللبنانيين، سُنَّةً وشيعَةً ودروز وعلوييّن وأرمن وسريان وكاثوليك وأرثوذكس وموارنة.. حاملًا مجد لبنان الذي أعطي له، وأيضًا أوجاع اللبنانيين، ناطقًا باسم الجميع، مصيبًا عمق الأزمة وأساسها.. كلام البطريرك كان لسان حال السواد الأعظم من الشعب المقهور.
إذا استثنينا قيادة “حزب الله” التي جرّت لبنان عنوةً إلى حيث تريد، من منّا يرغب في الحرب، ومن منّا يحب الدمار، ومن منّا يريد حالة اللااستقرار المبنية على لا انتظام ولا أمن ولا عدالة ولا مساواة ولا طمأنينة ولا طبابة ولا مستقبل ولا رؤية ولا دورة اقتصادية سليمة ولا نموّ ولا بحبوحة ولا علاقات خارجية؟.. والأهم الأهم: لا رئيس للجمهورية!
من منّا لا يستفزّه إقفال قصر بعبدا بالشمع الأصفر ومن منّا لا يستشيط غضبًا عند التفرّج على مجلس نيابي معطَّل لا دور له باستثناء دور رئيسه المحوري، الواضع المفتاح في جيبه والجالس في مجلسه يحاور الإسرائيلي بالواسطة “الأميركوإسرائيلية” غير آبهٍ بدستور البلاد الممزق حدَّ التشليع.
ومن منّا لا تزعجه رؤية رئيس حكومة يعمل جاهدًا لإرضاء كل ما يطلبه رئيس مجلس النواب الذي يعمل بدوره على تنفيذ كل ما يطلبه “حزب الله”، الذي يفاخر بدوره وبلسان أمينه العام أنه يعمل بالروزنامة الإيرانية التي تؤمِّن له السلاح والمأكل والمشرب والملبس والدواء والمازوت، والتي تعتبر لبنان شكلًا، ساحة متقدمة من ساحات المواجهة، وضمنًا، ورقة للتفاوض مع الأميركي ومن خلفه الإسرائيلي.
ومن منّا لا يستغرب ويستهجن اللادور لوزير خارجية لبنان ووزير دفاعه في كل ما يجري على الأرض اللبنانية من إرهاصات وتجاوزات وعنتريات يدفع ثمنها الشعب اللبناني من عرق جبينه ومن صحته ومن غده المجهول المصير.
نعم، لقد قال البطريرك الراعي ما يجب أن يُقال كل لحظة وعلى لسان كل مسؤول ونائب ووزير ومدير وسفير وضابط وخفير.. أوليست بكركي أم الصبي، وهي المؤتمنة على تاريخ من الصمود وعلى دور مفصلي يعود إلى أزمنة واكبت وقاومت من خلالها كل طامعٍ أو محتل!
وبالمناسبة تؤكد مصادر بكركي لـ”هنا لبنان” عدم تبنيها أي مرشح للرئاسة خلافًا لما يشاع وهي تعتبر أنّ رئيس الجمهورية يجب ألّا يكون مرشح البطريرك أو مرشح سواه، بقدر ما يجب أن يكون نتاج الديمقراطية تحت قبة البرلمان حيث تلتقي المكونات الممثلة بمجموعة كتل من المفترض أن تكون متساوية في الحقوق والواجبات.
عظة الفصح كانت على مستوى بشارة الراعي ونصرالله صفير وبولس المعوشي والياس الحويك واسطفان الدويهي وجبرائيل حجولا ودانيال الحدشيتي وإرميا العمشيتي وقوروش ومار يوحنا مارون.. لقد كانت عظة وطنية لبنانية تأسيسية، ويجب ألّا تصرف مارونيًا أو تُستهلك مسيحيًا.. فالمسلمون معنيون فيها مثل المسيحيين وأكثر، وعلى الجميع مواكبتها والبناء عليها لرصّ الصفوف وتوحيد القوى، كل القوى الوطنية، لوضع حد لحالة الخطف التي يعيشها لبنان، والتي تأخذه رهينة على مذبح التسويات، المفترض منعها فيما لو كانت أو أتت على حساب أرضه وشعبه ونمط عيشه.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |