بعد الغارة الإسرائيلية على قنصلية إيران الترقب سيد الموقف.. فهل يظهر اتجاه الريح في المنطقة؟
العملية التي وقعت في قلب دمشق ستكون لها تداعياتها على الساحة الإقليمية، لاسيما أنها جاءت مفاجئة لجهة إقدام إسرائيل على المس مباشرة بأهداف إيرانية وليس بحلفائها فحسب. فماذا بعد هذه الغارة؟ وماذا ينتظر تطورات غزة والجنوب؟
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
رسم اغتيال علي محمد رضا زاهدي القيادي في فيلق القدس والقيادي من الصف الأول في الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق أكثر من علامة استفهام حول المشهد المقبل على صعيد المواجهة بين إسرائيل وإيران، لا سيما أنّ هذا التطور قد يؤدي إلى سيناريوهات متعددة لعل أبرزها شكل الردّ الإيراني بعدما أكد وزير الخارجية الإيراني أنّ هناك رداً على هذا الهجوم في الزمان والمكان المناسبين.
ومن المرتقب أن تحمل الأيام المقبلة تحليلات بشأن ما جرى، في حين أنّ عدداً من الدول يعمد إلى متابعة هذا الهجوم قبل إصدار أي تعليق. فوزارة الخارجية الروسية اعتبرت في بيان لها أنّ الأعمال العدوانية الإسرائيلية غير مقبولة، ودعت موسكو القيادة الإسرائيلية إلى التخلي عن الأعمال العسكرية والاستفزازية في سوريا ودول أخرى، ومعلوم أنّ هذه العملية التي وقعت في قلب دمشق ستكون لها تداعياتها على الساحة الإقليمية، لا سيما أنها جاءت مفاجئة لجهة إقدام إسرائيل على المس مباشرة بأهداف إيرانية وليس بحلفائها فحسب. فماذا بعد هذه الغارة؟ وماذا ينتظر تطورات غزة والجنوب؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي الياس الزغبي لموقع “هنا لبنان”: التطور النوعي الذي حصل أمس في دمشق يؤسس لتغيير في مجرى الأحداث المتتابعة بين غزة وجنوب لبنان وسوريا وصولاً إلى اليمن. وباتت إيران عملياً في موقع شديد الحرج أو بما يشبه عنق الزجاجة، أي أنها لا تستطيع أن تستمر في مواجهة إسرائيل عبر أذرعها فقط، بل باتت مجبرة على التدخل المباشر والمواجهة العسكرية الواسعة، ولكن ردة الفعل الأولى الصادرة عن طهران تؤكد أنّ الموقف الإيراني لا يختلف كثيراً عن الردود التي كانت تعلنها بعد استهداف إسرائيل قيادات عسكرية رفيعة المستوى في الحرس الثوري ومن بينهم ضباط كبار ومسؤولون ميدانيون ومستشارون من الرتب الرفيعة.
ويرى الزغبي أنّ استهداف القنصلية الإيرانية الملاصقة لمقر السفارة يفتح احتمال الحرب المباشرة، ولكن هذه الحرب لا تزال خاضعة كما يظهر للحسابات البراغماتية الإيرانية، باعتبار أنّ إيران لا تتمتع حتى الآن بالجهوزية الكافية لخوض حرب واسعة لا تبقى فيها إسرائيل معزولة، بمعنى أنّ حلفاءها في الغرب سيجدون أنفسهم في موقع التحالف معها لمواجهة إيران خصوصاً أنّ الدول الغربية بمعظمها تعاني من القرصنة العسكرية التي يمارسها الحوثيون في اليمن ضدّ السفن والبوارج التي تنتشر في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب لذلك يجب ترقب الموقف الإيراني الصحيح خلال اليومين المقبلين، معلناً أنه إذا كان هناك رد واضح وميداني على العملية العسكرية الإسرائيلية ضد سفارة إيران في دمشق، فإنّ حرباً جديدة ستندلع على مستوى الشرق الأوسط، وفي حال استنكفت إيران عن الرد تحت شعارها التقليدي الذي يقول: “سنرد في الزمان والمكان المناسبين”، فإنها ستخسر فرصتها في فرض حرب لا تدرك منذ الآن مآلها وفي كلّ الأحوال إذا اتجهت إيران نحو التصعيد أو الحل أو استمرت في الانكفاء، فإنّ النتيجة الاستراتيجية ستكون نفسها أي انكسار التوازن في المنطقة لمصلحة أعداء إيران وهذا بالطبع سيؤثر على نفوذها الرباعي في المنطقة العربية وعلى مستوى إعادة إنتاج السلاح النووي وتخريب كل الحسابات التي نسجتها طهران حول مسألة الرئاسة الأميركية دعماً لبايدن في مواجهة ترامب، لذلك يجب ترقب الساعات الثماني والأربعين المقبلة على الأقل كي يتبين اتجاه الريح في وضع المنطقة.