المغتربون اللبنانيون ينقذون الموسم السياحي: 150 ألف وافد خلال الأعياد!
شهد مطار بيروت خلال الأسبوع الماضي أرقاماً قياسية بعد أن تخطى عدد الوافدين الـ 20 ألفاً في اليوم، وهو آخر ما كان يتوقعه أصحاب المؤسسات السياحية في لبنان. إلا أنّ هذا “الانتعاش” لم يشمل كل مفاصل النشاط السياحي، فالفنادق مثلاً بقيت حركة إشغالها بين 3 و15%
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
لم تمنع الحرب الاسرائيلية على الجنوب المغتربين من زيارة لبنان إذ ارتفع عدد الوافدين خلال الفترة الماضية بشكل ملحوظ حيث تخطى عددهم الـ 150 ألفاً خلال أسبوع عيد الفصح.
ويستقبل مطار بيروت 10 آلاف وافد في اليوم، إلا أنه خلال الأسبوع الماضي شهد أرقاماً قياسية بعد أن تخطى عدد الوافدين الـ 20 ألفاً في اليوم، وهو آخر ما كان يتوقعه أصحاب المؤسسات السياحية في لبنان.
وفوجىء القيمون على القطاع السياحي بالأعداد الكبيرة للوافدين إذ أكدوا لـ “هنا لبنان” أنّ الخريطة السياحية تشير إلى حركة نشطة في مختلف المناطق، في بيروت وضواحيها ومناطق الشمال والبقاع، كما في المدن الجنوبية البعيدة عن منطقة النزاع مثل صور وصيدا خصوصاً وأننا خلال فترة أعياد حيث نشهد حفلات وسهرات وإفطارات رمضانية على مدار الشهر، ويعزون السبب إلى تزامن عيدي الفصح المجيد والفطر المبارك معاً”.
ويلفت القيّمون على القطاع إلى أنّ “عدد الوافدين ساهم في إعادة الحركة للمؤسسات السياحية خصوصاً قطاع المطاعم الذي شهد حجوزات “مفولة”.
إلا أنّ هذا “الانتعاش” لم يشمل كل مفاصل النشاط السياحي، فالفنادق مثلاً بقيت حركة إشغالها بين 3 % و15% وهو ما أكده نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر لـ “هنا لبنان” وهي نسبة ضئيلة جداً ولا تساعد أصحاب الفنادق على تحقيق الأرباح.
ويضيف الأشقر: “الحجوزات لا تبشر خيراً لأنّ معظم الوافدين هم مغتربون أتوا من دول الخليج وافريقيا لقضاء فترة الأعياد مع أهلهم، فيما يغيب السيّاح الأوروبيون والمصريون والأردنيون، ويحضر العراقيون بأعداد قليلة جداً، لافتاً إلى أنّ الحجوزات قد تتحسن خلال فترة عيد الفطر في حال أتى السياح العراقيون إلى لبنان، لكن حتى الساعة ما زلنا في مرحلة التوقعات خصوصاً وأننا في حالة حرب”.
فهل أنقذ المغتربون الموسم السياحي في فترة الأعياد؟ وهل سياحة الأعياد واعدة وتبشر بموسم صيف إيجابي؟
المختص في الشان الاقتصادي ربيع ياسين يقول لـ “هنا لبنان”: “رغم كل الظروف التي يمر فيها لبنان وعلى رأسها الحرب الدائرة في الجنوب وفي العديد من المناطق بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، شهد مطار بيروت حركة لافتة للوافدين، فبعد أن كانت الأرقام تترواح بين 9 آلاف إلى 10 آلاف وافد يومياً، سجل مطار رفيق الحريري الدولي في الأيام القليلة الماضية أي خلال الفترة التي سبقت عيد الفصح نحو 20 ألف وافد في اليوم، وهي أرقام لافتة في ظل الوضع الذي يعيشه لبنان، رغم أنّ القادمين في غالبيتهم من المغتربين اللبنانيين، مؤكداً أنّ هذه الأرقام كانت لتكون مضاعفة لولا الأوضاع الأمنية في البلاد”.
ويشدد ياسين على أنّ “المغتربين اللبنانيين مصرون على زيارة لبنان والإنفاق فيه رغم كل الظروف فهم من ساهم بإعادة إحياء السياحة وهو ما شهدناه خلال الموسم السياحي الماضي لناحية أرقام الوافدين المغتربين، فكانت معظم المؤسسات السياحية “مفولة”، وكان الموسم إيجابياً بامتياز مقارنة بالسنوات الماضية”.
أما بالنسبة لعدد الوافدين ومدى مساهمتهم بـ “انتعاش” المؤسسات السياحية خلال هذا الموسم فيقول ياسين: “لا نستطيع أن نجزم بأنّ الأرقام ستخدم كل المؤسسات، لأنّ الوافدين هم مغتربون وفي معظم الأحيان يقيمون في شققهم السكنية أو لدى أهلهم وبالتالي ليس بالضرورة أن يساهموا بتشغيل الفنادق ولا بيوت الضيافة وغيرها، إذ يقتصر معظم إنفاقهم على بعض المطاعم والمقاهي وأماكن السهر” .
أما في ما يخص التوقعات عن موسم سياحي واعد خلال الصيف فيؤكد أنّ “هذا السؤال سابق لأوانه ويبقى رهن التطورات الأمنية التي يشهدها لبنان، ففي حال اتخذت الأوضاع منحى إيجابياً وشهدنا على تهدئة أمنية بين حزب الله وإسرائيل فبطبيعة الحال سينعكس ذلك إيجاباً على لبنان من خلال زيادة أعداد الوافدين المغتربين، لأنّ السياح العرب والخليجيين مازالوا ملتزمين بقرارات دولهم بعدم زيارة لبنان في هذه الظروف”.
ويختم حديثه بالقول: “لبنان يخسر فرصة تلو الأخرى ولو كانت الأوضاع أفضل لتمكن من تحقيق النمو من خلال إدخال العملة الصعبة إليه، وأمل أن تحمل الفترة المقبلة مفاتيح الفرج للبلاد كي تتمكن من اقتناص الفرص واستقطاب مزيد من المغتربين والسياح”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |