“فإنّ حزب الله هم … المغلوبون” لا … “الغالبون”
“الحزب” الذي فتح جبهة الجنوب لإشغال الجيش الإسرائيلي ومنعه من التقدم في اتجاه غزة، بالتأكيد “لم يكن يعلم” أنّ هذه الحرب ستطول كل هذه الأشهر.. وانقلبت المشاغلة لإسرائيل إلى مشاغلة للبنانيين وللجنوبيين تحديدًا، الذين وجدوا أنفسهم في قلب معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل
كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:
غدًا يبدأ الشهر السابع على بدء حرب غزة وعلى فتح “جبهة المشاغلة” من جنوب لبنان.
حزب الله الذي فتح جبهة الجنوب، لإشغال الجيش الإسرائيلي ومنعه من التقدم في اتجاه غزة، بالتأكيد “لم يكن يعلم”، (كما في حرب تموز ٢٠٠٦)، أنّ هذه الحرب ستطول كل هذه الأشهر، وقد تطول أشهر إضافية. ولم يحقق فيها أي هدف، فلا هو أبطأ الجيش الإسرائيلي في التقدم نحو غزة، ولا هو منعه من أن يشق طريقًا من شرقها إلى بحرها، فانقلبت المشاغلة لإسرائيل إلى مشاغلة للبنانيين وللجنوبيين تحديدًا، الذين وجدوا أنفسهم في قلب معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
قبل أيام من انتهاء الشهر السادس للحرب، انعقد في السراي الحكومية مؤتمر وزاري ديبلوماسي، جمع سفراء الدول الكبرى مع رئيس الحكومة والوزراء المعنيين، لحثّ دول السفراء الذين حضروا، على دعم لبنان. في المؤتمر كُشف عن خسائر مرعبة: أكثر من ٣٠٠ لبناني سقطوا من جراء هذه الحرب، بالإضافة إلى آلاف المنازل التي هُدمَت بشكل كامل أو جزئي، وفي نهاية المؤتمر طلب لبنان ما يقارب السبعين مليون دولار، كحاجة ملحة حتى آخر حزيران المقبل.
بالتأكيد استمع السفراء إلى “ورقة المطالب” التي قدمها لبنان، لم يعطوا أيّ جواب لأنهم يريدون أن يراجعوا حكوماتهم، لكن من خلال أوساطهم فإنّ دولهم غير متحمسة لتقديم أيّ مساعدة، هذا يعني أنّ الخسائر ستنزل على رؤوس اللبنانيين وسيدفعون من جيوبهم. بهذا المعنى يكون حزب الله قد بدأ يحصي خسائره، وقد بدأ بذلك قبل أن ينعقد مؤتمر السراي:
إذا تمّ احتساب الخسائر في الأرواح والبيوت والمؤسسات فإنّ الحزب يكون من “المغلوبين” وليس من “الغالبين”، ليس رقمًا بسيطًا أن يسقط له ما يزيد عن مئتين وخمسين قتيلًا، هذا عدا عن الذين سقطوا من حركة أمل ومن المدنيين، كما ليس قليلًا أن تُدمّر منازل وأبنية تدميرًا كاملًا، وأصحاب هذه المنازل هم في عداد “المغلوبين” وليس “الغالبين”، أما مَن يقلب الحقائق فإنّ أسلوبه تنطبق عليه صفة “البروباغندا” وليس الإعلام الحقيقي الذي يجب أن يقوم على مصارحة الناس بكل جرأة وشفافية، لا دفن الرؤوس في الرمال والحديث عن “انتصارات” وعن أنّ الإسرائيلي “أوهن من بيت العنكبوت”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل سقطت معادلة “الشعب والجيش و… إيران”؟ | راقبوا الميدان… الحرب في بدايتها | لبنان أمام عشرة أسابيع حاسمة |