خطف منسق القوات يطرح تساؤلات حول الأمن القومي.. جبيل تغلق طرقاتها والجيش يوقف سوريين!
غاب منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان عن السمع بعد تقديمه واجب العزاء في منطقة الخربة إذ فقد الاتصال به لدى وصوله إلى بلدة حاقل، حيث تردد أن مجهولين قاموا باختطافه حين كان يقود سيارته بمفرده
كتبت كارول سلوم لـ”هنا لبنان”:
في زمن بات فيه السؤال عن بسط الدولة لسلطتها وهيبتها منطقياً، جاء اختفاء منسق القوات اللبنانية في منطقة جبيل باسكال سليمان بعد تقديمه واجب العزاء في منطقة الخربة ليشكل حلقة غير منفصلة عن هذا السؤال الكبير. سليمان الذي يملك سيرة حسنة وتربطه علاقة جيدة مع الجميع، غاب عن السمع بعدما فقد الاتصال به لدى وصوله إلى بلدة حاقل، حيث تردد أن مجهولين قاموا بخطفه حين كان يقود سيارته بمفرده، وهذه راوية من الروايات التي تتصل بحادثة اختفائه، في حين انتشر تسجيل صوتي يروي فيه أحد أصدقائه ، أنه كان على اتصال مع سليمان وسمعه يتوجه لأحدهم بالقول: “شو بك انت كسرت عليي.. دخيلك مش براسي عندي ولاد”، وأكد أنه سمعه يتوسّل إليهم طالبًا منهم ألا يقتلوه وانقطع الاتصال.
وإلى مركز مستيتا جبيل، توجه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي عقد لقاءً هناك مع النواب والفعاليات ليغادر دون أيّ تصريح.
وازدحم المركز بالوافدين إن من نواب القوات والكتائب والتيار الوطني الحر أو من المحبين والمناصرين الذين تجمعوا للوقوف عند ملابسات الحادثة والتأكيد على دور الأجهزة الأمنية في القيام بواجبها، في حين انعكس تعاطي القوات المسؤول مع الحادثة في تعميم صدر للمحازبين لجهة عدم التداول باتّهامات مسبقة حتى اتضاح الصورة.
وعلى مدى ساعات تحول المركز إلى خلية نحل لمعرفة مصير باسكال، غضب جماهيري وبلبلة، اتصالات لا تهدأ من قيادات الأحزاب، هواجس، وصراع في بعض الأحيان بين اطلاق الاتهامات والتروي، فيما اتفق الجميع على إغلاق جبيل وقطع السير على الأوتستراد بالاتجاهين حتى جلاء الحقيقة وعودة باسكال إلى عائلته ومنطقته.
وكان باسكال قد عيّن في الرابع من تموز العام ٢٠٢٣ منسقاً عاماً للقوات وبرز اسمه في تلبية نداء العمل وأظهرت مواقفه رغبة في التعاون ومد يده للجميع. ومن هنا يتم السؤال عن الدوافع وراء اختفائه. فمن يخطف مسؤولاً قواتياً يخدم منطقته وأبنائها؟ ولماذا تعود جبيل إلى واجهة الأحداث، وهي التي قامت فيها خلافات حول الأراضي والعقارات بين أبنائها من الطائفتين الشيعية والمارونية؟
وبحسب ما يؤكد نائب كتلة الجمهورية القوية زياد حواط فإنّ سليمان لم يتحدث عن تلقيه تهديداً من أحد، خطف متعمد أو خطف لسبب ما أولا .. تكثر السيناريوهات بشأن مصير باسكال و تقاطعت المواقف على خطورة ما جرى ، وضرورة استكمال التحقيقات والتنديد بالعودة إلى سياسة الخطف والممارسات السوداء.
إلى ذلك كان لافتاً بيان الجيش الصادر صباح اليوم، والذي أعلن عن توقيف سوريين مشاركين في خطف باسكال سليمان والعمل جارٍ لتحديد مكانه.
وفي تصريح لموقع” هنا لبنان “، لفت نائب كتلة الكتائب الياس حنكش إلى أنه من الضروري التحلي بالحكمة والروية متمنياً العودة السليمة لباسكال، وداعياً الأجهزة الأمنية إلى وضع حد للفلتان الأمني. وقال: نحن أمام اختبار، إما أن يكون هناك دولة أو لا دولة ونريد أن نتفادى أن يأخذ كل واحد حقه بيده، وهناك ضباط يعملون باحترافية وهذا ما نعول عليه من أجل معرفة الحقيقة. كما رفض النائب حنكش استباق التأويلات والغوص في استنتاجات، والمجال متروك لعمل الأجهزة الأمنية.
حتى ساعة متأخرة، كان الاستنفار سيد الموقف وسط معلومات وأخبار وتكهنات، أما الأساس فيبقى معرفة مصير منسق القوات في جبيل قبل أي تعاط آخر.