جبهة لبنانية بنقطة وحيدة: وضع حد لتصرفات “الحزب”
في ظل تلاشي المؤسسات الرسمية الواحدة تلو الأخرى بفعل قطع رأس الدولة لأنّ “الحزب” أراد، لا بدّ من وقفة ضمير وطنية للقول للحزب ومن خلفه إيران: كفى.. كفى تعطيلًا للمؤسسات التي من دونها لا حياة للبنان
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
في حين تشتعل الجبهة الجنوبية بين “حزب الله” وإسرائيل على إيقاع “وحدة الساحات” التي أرادتها إيران ورقة ضغط أو ورقة تفاوض مع الأميركي ومن خلفه الإسرائيلي، وفي ظل تلاشي المؤسسات الرسمية الواحدة تلو الأخرى بفعل قطع رأس الدولة لأنّ “حزب الله” أراد، وفي حين ينحدر الإقتصاد اللبناني إلى أدنى مستوياته بفعل العَجَلة المثقوبة جرّاء فقدان الثقة في ظل الخطر المحدق.. لا بدّ من وقفة ضمير وطنية للقول لـ”حزب الله” ومن خلفه إيران: كفى.. كفى تعطيلًا للمؤسسات التي من دونها لا حياة للبنان.
تؤكد مصادر حزب الكتائب لـ”هنا لبنان” أنّ السعي لقيام معارضة حقيقية لم يتوقف، وبما أنّ العقبات الأساسية تكمن في التفاصيل، يجد “الكتائب” أنّ الضرورة باتت ملحّة لوضع كل الاختلافات جانبًا وتحديد النقطة الأخطر على لبنان، والتحلق حول هذه النقطة من قبل كل الغيارى على المصلحة اللبنانية العليا، التي يجب أن تعلو فوق كل المعوقات.
وعلى هذا الأساس، يعتبر المصدر أنّ وقوف جميع القوى بوجه “حزب الله” لردعه عن جرّ لبنان إلى المزيد من الخراب، كفيل بجعل “الحزب” يتراجع خطوة إلى الوراء ويعلن عن تخليه عن فكرة “مرشحنا أو الفراغ” واستبدالها بالقبول بنتائج الانتخابات الرئاسية أيًا تكن، ما يعني أنّ الرئيس المقبل للجمهورية لن يكون تابعًا لفريق الممانعة ولا حتى لفريق المعارضة.. بسبب عدم قدرة أي فريق على إيصال مرشحه، وهذا ما يتطلب فتح أبواب المجلس النيابي وفتح جلسة بدورات متتالية حتى انتخاب الرئيس، بدلًا من فتحه للتمديد للبلديات خلافًا للدستور.
يبدأ الحلّ بتجمع القوى اللبنانية حول هذه النقطة، وهي نقطة قوة في الداخل كما في الخارج، بدلًا من التطلع الدولي إلى “حزب الله” على اعتبار أنه الفريق الوحيد القادر على “الحل والربط”، والنظر إلى باقي القوى وكأنها مشتتة غير قادرة على إنتاج أي تغيير بالمعادلة.
من هنا، لا بد من الكشف أنّ المحادثات بين الكتائب والقوات والنواب المستقلين وقادة الرأي قائمة للوصول إلى الإعلان عن الجبهة المعارضة التي تضم الجميع على اختلاف أحجامهم وتنوعهم الفكري أو المذهبي، وإذا كانوا مع دستور الطائف أو مع تعديله، أو إذا كانوا مع القانون الانتخابي الحالي أو مع إعادة النظر به، وإلى ما هنالك من نقاط إشكالية من الممكن أن تعرقل قيام الجبهة.
نقطة الالتقاء الأساسية تكمن في الاعتراف باستحالة الوصول إلى أي حلّ، إن بقي “حزب الله” ممسكًا بكل شيء من دون حسيب ولا رقيب، ومن دون صوت سيادي عابر للمناطق والمذاهب، يأخذ على عاتقه إسماع العالم أجمع وعواصم القرار “صوت لبنان الحقيقي”، الذي يرزح نحت نير السلاح الخاطف لقراره الحر، فالعودة إلى تطبيق القرار 1701 هي عودة حتمية بالتزامن مع العودة الإلزامية إلى الدستور، الذي يحدد بدوره ودون سواه كيف يُنتخب الرئيس وكيف تتشكل الحكومة وكيف تنتظم المؤسسات.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء | بشرى أميركية للبنان.. الحل آتٍ | أشرف معارضة لأسوأ شريك في الوطن.. |