“دخولية” المسابح “تكوي الجيب”… واللبنانيون يصرّون على ارتيادها!
شهدت تسعيرة الدخول إلى المسابح قفزة لهذا العام مقارنة مع أسعار العام الماضي بنسبة 30% تقريباً، ولكن الغلاء الفاحش لن يمنع اللبنانين من ارتيادها إذ ينتظر قسم كبير منهم الموسم بشغف
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
مع ارتفاع درجات الحرارة بدأت المسابح والمنتجعات السياحية استعدادها لافتتاح الموسم. الأسعار بدأت تظهر وعلى ما يبدو أنها ستكون “ناراً” كلهيب الصيف.
“هنا لبنان” تحرى عن تسعيرات بعض المسابح التي لم تخرج إلى العلن بعد، والتي شهدت قفزة لهذا العام مقارنة مع أسعار العام الماضي، بنسبة 30% تقريباً، خصوصاً بالنسبة للمسابح المتوسطة فالتسعيرة ستكون بين 20 و25 دولاراً خلال أيام الأسبوع و 25 و30 دولاراً نهاية الأسبوع، فيما ستسعر المسابح الفاخرة تعرفة الدخول بين 50-45 و دولاراً خلال أيام الأسبوع لتصل إلى 70 دولاراً في نهايته. أما المسابح المخصصة للنساء فحددت أسعارها بين 20 و25 دولاراً. ولأن أصحاب المسابح لا يضيعون فرصة لجني الربح سيمنعون دخول المأكولات والمشروبات كي يتسنى لهم بيع ما لديهم بأسعار خيالية.
الغلاء الفاحش لن يمنع اللبنانيين على ما يبدو من الذهاب إلى المسابح، وقسم كبير منهم ينتظر الموسم بشغف، فمشوار البحر يبقى الأقرب والأحب للجميع، في ظل الأزمات التي تلقي بظلالها على لبنان اقتصادياً واجتماعياً وأمنياً.
وتقول رنا موظفة في مؤسسة سياحية وأم لطفلين: “ننتظر موعد افتتاح المسابح، ولن نستغني عنها مثل العام الماضي، لن نذهب إلى الشواطئ الشعبية التي أصبحت ملوثة”.
وتتابع رنا: “أفضّل أن أذهب إلى مسبح نظيف وأدفع “دخولية” على أن أختار مشوار الشاطئ الذي قد يعرضني ويعرض أولادي للفيروسات والأمراض لأن معظم الشواطئ لا تخضع لمعايير النظافة”.
حال عبير كحال رنا، هي أيضاً فضّلت المسابح على الشاطئ على الرغم من أنّ الأسعار شبه خيالية. وإذا أراد موظف يتقاضى الحد الأدنى للأجور ولديه ثلاث أولاد مثلاً الذهاب إلى المسبح سيجد نفسه مضطراً لدفع راتبه الشهري وأكثر.
أما عماد فيقول أنه في “العام الماضي لم يتمكن من الاستمتاع بموسم البحر فهو كغيره من اللبنانيين الذين لم تساعدهم إمكانياتهم المادية على الذهاب إلى المسابح بل استبدلها بالشاطئ إلا أنّ خياره لم يكن صائباً خصوصاً وأنّ خيارات الشواطئ باتت محدودة ولا تلبي معايير النظافة والأمن الذي تبحث عنه العائلات”. ويضيف: “ربما أستطيع الذهاب إلى المسبح مرة كل أسبوعين”.
إصرار اللبنانيين على ارتياد المسابح والمنتجعات السياحية رغم ارتفاع التسعيرة قد يزيد من جشع وطمع أصحابها ويؤكد أنّ اللبناني تكيف مع الغلاء وتقبّله، فهل تتم إعادة دراسة الأسعار قبل أن يعلن عنها رسمياً؟
من جهته، يكشف نقيب أصحاب المجمّعات السّياحيّة البحريّة والأمين العام لاتّحاد المؤسّسات السّياحيّة جان بيروتي أنّ “أسعار الدّخول إلى المسابح ستكون بالدّولار، أو ما يعادلها بالليرة اللبنانية، كما هي حال مختلف القطاعات السياحية، أما بالنسبة للأسعار فالمؤسسات هي التي تحددها ولا علاقة للنقابة بالموضوع، إذ يقتصر دورنا فقط على المراقبة وإصدار التوصيات”.
ويعتقد بيروتي أنّ “الأسعار بالمبدأ لن تكون بعيدة عن أسعار العام الماضي، لافتاً إلى أنّ تحديد الأسعار دائماً يراعي ارتفاع التكاليف الأساسية للمؤسسة والتي يتم تسديدها بالدولار، مثل اشتراكات الكهرباء، والماء، ومواد تعقيم، والمازوت”.
ويشدد بيروتي على “ضرورة الإعلان عن الأسعار بشكل واضح ومسبق، كي يتمكن الزبون من الاطلاع عليها ويحدد إن كانت تتماشى مع إمكانياته المادية ليتمكن من اختيار المكان الأنسب له”.
وتمنى بيروتي “قدوم المغتربين إلى بلدهم لقضاء فصل الصيف مع عائلاتهم وإنعاش الموسم وتحريك الاقتصاد”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |