هل سينقطع التبغ والتنباك من الأسواق اللبنانية؟
مكافحة القوى الأمنيّة والجيش اللّبناني للتهريب غير الشرعي للتبغ والتنباك والسجائر الإلكترونية في مناطق عدّة الأسبوع الماضي أشعرت المواطنين بالحماية.. وبين التهريب غير الشرعي والمطالبة بحقوق العمّال، نسأل: هل قطاع التبغ والتنباك بخطر؟
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:
بعد أن أصبحت ظاهرة الفساد من أبرز أركان دولتنا، أصبحنا نشعر بالفخر عند كلّ استحقاق يجعلنا نتأمّل باسترجاع الدولة التي سُلِبت منّا. ومع مكافحة القوى الأمنيّة والجيش اللّبناني التهريب غير الشرعي للتبغ والتنباك والسجائر الإلكترونية في مناطق عدّة الأسبوع الماضي، شعرنا كمواطنين بالحماية.
وبين التهريب غير الشرعي والمطالبة بحقوق العمّال، نسأل هل قطاع التبغ والتنباك بخطر؟
في هذا السياق أكّد نقيب إتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك حسن فقيه لـ”هنا لبنان” أنّ هذا القطاع كبير ويضم آلاف المزارعين والعائلات (أكثر من خمسة وعشرين ألف عائلة)، وتتوزع القوى العاملة فيه بين جنوب لبنان حيث القوى العاملة الكبرى وصولاً إلى الشمال والبقاع، مشيراً إلى أنّ مزارع التبغ الّذي هو المحرّك الرئيسي للدورة الإقتصادية في هذا القطاع يتعامل ويتواصل مع جهاتٍ وقطاعاتٍ أخرى.
ولفت فقيه إلى أنّ تنشيط الدورة الإقتصادية مرتبط بالإنماء المتوازن “المذكور في مقدمة الدستور اللبناني” والذي يحافظ على وجود الأفراد في الأرياف؛ مؤكداً أنّ هذا القطاع تحديداً قديم وموروث، “فالمزارعون يجيدون الإعتناء ويتعايشون مع هذه النبتة لأنّ تقنيات الإعتناء بها تقليدية”.
من ناحيةٍ أخرى اعتبر فقيه أنّ السجائر العادية والأخرى الإلكترونية مطلوبة في السوق اللبنانية، “فرغم دولرة الأسعار لا يزال الأفراد يدخّنون السجائر”. ويقول فقيه: في بداية الأزمة تأثر القطاع قليلاً وانخفض الطلب، وبعد دولرة الأجور والدخان عادت الأمور إلى مجاريها. وقد تجاوبت إدارة حصر التبغ والتنباك مع مطالب المزارعين؛ غير أنّ وضع البلد بحدّ ذاته ليس جيداً، فالأوضاع اليوم أفضل من السابق لكنهم لم يصلوا إلى ما يصبون اليه.
أمّا عن إشاعات التخزين غير الجيد للتبغ في مطار بيروت، فأشار فقيه إلى أنها إشاعات غير صحيحة من قبل المهرّبين، مؤكداً “نحن مع الحفاظ على المؤسسات الوطنية ضدّ التهريب، هذه المؤسسات التي ترفد الخزينة اللبنانية بالعملات الصعبة؛ فنحن مع ضبط كامل للحدود وقطع باب التهريب سواء للسجائر أو أي سلعة الأخرى وتشريع جميع السلع لإفادة الخزينة اللبنانية من رسومها”.
وأشاد فقيه بالقوى الأمنية والضابطة الجمركية اللتين تقومان بجهدٍ جبار، “أعطى نتيجة ملحوظة كضبط المهربين وعصابات كبرى في الأسابيع الماضية”.
وأوضح فقيه: “مطالبتنا بضمانٍ صحي واجتماعيّ تترافق مع المطالبة بوجود صندوق للكوارث الطبيعية الذي يؤثر إيجاباً على جميع الزراعات، فالقطاع الزراعي بحاجة للإهتمام من قبل الدولة اللبنانية التي عليها الإقتناع بأنّ جزءاً من لبنان هو زراعي وبالتالي عليها المحافظة على القطاع”. واكد فقيه “نحن لدينا جميع المقومات في حال تم إستغلالها بشكل صحيح من مياه وتربة ومناخ، إلخ”، لافتاً إلى أنّ هذا القطاع يدخل عملة صعبة “و في حال حُلّت مشكلة النقل البري إلى سوريا، فنأمل أن تعود العلاقات الجيدة مع أشقائنا العرب لإعادة تفعيل الإستيراد والتصدير”.
موظفو الريجي بحسب فقيه التزموا بالإضراب الذي قامت به المصالح المستقلّة “ولكن نسبياً موظف إدارة حصر التبغ والتنباك وضعه مقبول، بالطبع ليس كما كان قبل الأزمة”؛ مشيراً إلى أنّ كل ما هو مرتبط بقطاع التوظيف تأثر بالوضع الإقتصادي، “فالموظف يدفع الضرائب حاله كحال كل مواطن”.
وأثنى على عمل لجنة إدارة حصر التبغ والتنباك المنسجمة مع بعضها، “فبالرغم من تقلصّ عدد الموظفين تعمل هذه الإدارة لصالح القطاع من الناحية الزراعية والصناعية “هناك نحو 15 خط صناعي لإنتاج السجائر، وأصبح جزء كبير من تلك السجائر الأجنبية يُصنّع في لبنان”.
وتمنى فقيه في الختام إنتهاء حرب غزّة والجنوب اللبناني، التي أثرت على تهجير أهل الجنوب وبالتالي تأثر الموسم الزراعي مطالباً الحكومة ووزارة المالية بالتعويض على مزارعي الجنوب في محاولة دعمهم لتفعيل إنتاجهم السنة القادمة.