المشهد اليوم: 7 أيار.. بين استباحة بيروت واستباحة لبنان!
7 أيار 2008، ما من لبناني ينسى هذا التاريخ، هو اليوم الذي أعلن فيه حزب الله أنّ سلاحه بات ضدّ الوطن، وأنّه قد يقتلنا ويدمر بيوتنا ويشرّد أهلنا به.
في 7 أيار، ظهر الحزب على حقيقته، وأظهر للعلن قمصانه السود، فغزت الشوارع وجوهٌ ملثمة متشحة بالسواد وبالعتاد وبالسلاح، كي تقولنا لنا: سنقتلكم!
7 أيار، هو اليوم الذي قرر فيه الحزب هدر دماء أهل بيروت، فتحولوا إلى “عدو” لما يعرف بالـ”مقاومة”، وأيّ مقاومة هي؟ مقاومة ضد الوطن؟ ضد الدستور؟ ضد الدولة؟ ضد الأخ المواطن؟
7 أيار هو اليوم الذي فصل بين من يراه يوماً مجيداً، أي الحزب وجمهوره، وبين من يرى به يوم العار ونقصد بذلك سائر اللبنانيين.
7 أيار انتهى، ولكن رواسبه ما زالت، وانتقل لبنان من استباحة 7 أيار، إلى استباحة تمتد 365 يوماً!
فالحزب الذي استباح يومها بيروت، هو اليوم يستبيح كل لبنان، هو اليوم جرّ الجنوب إلى حرب لا ناقة لنا بها ولا جمل ودمّر مبانيه وهجّر أهله.
فهذا الحزب، الذي أراد إحراق بيروت عام 2008، قد أحرق اليوم الجنوب.
عار 7 أيار باقٍ طالما سلاح الحزب باقٍ.
ورماد 7 أيار لن يمحى إلّا بالعودة إلى الدولة، إلى القانون، وبمنع الميليشيات من التمدّد.
في ذكرى الحرب الأهلية يقول اللبنانيون “تنذكر ما تنعاد”، أما السؤال، فهو متى سنقول عن السابع من أيار ما تنعاد، ونحن كل يوم ندفع فاتورة فرضها علينا حزب لا تربطه بنا هوية ولا مواطنة.