ساند الحزب حماس.. فمَن يساند الحزب؟


خاص 11 أيار, 2024

بالمعنى العسكري، لم يعد بالإمكان الحديث عن “جبهة غزَّة”، وبناءً عليه لا معنى لمساندة الحزب لحركة حماس، لأنّ معركة الحركة انتهت. هنا يكون الحزب قد أصبح وجهاً لوجه مع الجيش الإسرائيلي، على الجبهة الجنوبية، ولا يعود بإمكانه الحديث عن “أسلحة يستعملها وأسلحة يؤجِّل إستعمالها”


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

معركة “طوفان الأقصى” بدأت في السابع من تشرين الأول الفائت، في اليوم التالي، انخرط حزب الله في المعركة، انطلاقاً من جنوب لبنان، فسمَّى انخراطه “معركة إشغال” الجيش الإسرائيلي ليخفف الضغط عن غزة، وكان هذا “الإشغال” بمثابة تعويض عن عدم ترجمة وعد “وحدة الساحات” الذي يبدو أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران لم تُعطِ الضوء الأخضر لانطلاقته. تعويضاً عن ذلك، اكتفى حزب الله بالإشغال، اعتقاداً منه أنّ هذه الحرب لن تطول وأنه سيكون شريكاً في صمود غزة وشريكاً في قرار حركة حماس بعد نجاحها في الصمود. لكن ما لم يكن في حسبان الحزب أنّ الحرب طالت، وقد دخلت يومها الثامن عشر بعد المئتين، وأنّ “حرب الإشغال” فشلت، وقد دخلت يومها السابع عشر بعد المئتين، بدليل أنّ الجيش الإسرائيلي لم يتأثر بفتح حزب الله جبهة جنوب لبنان، فقطاع غزة سقط عسكرياً، ولم تبقَ سوى مدينة رفح حيث كل المعلومات تتحدث عن أنّ مقاتلي حماس، مع قادتها، يتحصنون فيها.
بالمعنى العسكري، لم يعد بالإمكان الحديث عن “جبهة غزَّة”، وبناءً عليه لا معنى لمساندة حزب الله لحركة حماس، لأنّ معركة الحركة انتهت. هنا يكون حزب الله قد أصبح وجهاً لوجه مع الجيش الإسرائيلي، على الجبهة الجنوبية، ولا يعود بإمكانه الحديث عن “أسلحة يستعملها وأسلحة يؤجِّل إستعمالها”.
في بداية المعركة، جزَم حزب الله بأنه لن يسمح بالاجتياح البري لغزة، وبأنه سيدخل الحرب من الباب الواسع، إذا نفذت إسرائيل تهديداتها وبدأت اجتياح غزة. قُضي الأمر، اجتاحت إسرائيل غزة، فلم يحرِّك حزب الله ساكناً لجهة دخوله الحرب من بابها الواسع، كما هدَّد. في المقابل، حاول أن يعوِّض عن عدم دخوله الحرب وتنفيذ تهديده “سنعبُر”، بالحديث عن أنّ معركة الإشغال أجبرت إسرائيل على أن تثبت جزءاً لا بأس به من قواتها على الجبهة الشمالية (لكن هذا الأمر لم يحُل دون أن تجتاح إسرائيل غزة).
اليوم، وبصرف النظر عن الدعاية السياسية الموجَّهة، فإنّ حزب الله يبدو وحيداً في المعركة، لا مساندة ولا إسناد ولا مشاغلة من أحد، ولعلها المرة الوحيدة التي يبدو فيها الحزب معزولاً إلّا من دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
هل كان الحزب يتوقع أن تكون المرحلة الثانية من الحرب، بعد الحرب على غزة، بينه وبين إسرائيل مباشرةً؟ هذا هو التحدي الكبير الذي لا يملك أحدٌ جواباً عن احتمالاته ونتائجه. فحتى الإشغال من جانب الحوثيين، لم يعد له أي فاعلية، فكيف سيخوض حزب الله هذه الحرب وحيداً؟

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us