إلى البطريرك صفير.. اشفع لنا!

خاص 12 أيار, 2024

5 سنوات، على رحيل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، الأيقونة التي جمعت الأديان ورعت الحوار وقدست الحرية.

هو “البطرك”، لدى كل الطوائف، عرّاب مصالحة الجبل، نابذ الطائفية، نصير الضعفاء، وصاحب الكلمة الفصل.

هو من قال يوماً “يجب أن نتحلى بالشجاعة دوماً لكي نستطيع قول كلمة الحق”، وهو من لم يأبه لا لسلطة ولا لجاه فلم يغرّه إلاّ الحرية ولم يرَ نفسه إلا بعين الوطن!

عادة لا تحضر صور رجال الدين في الذاكرة، غير أنّ للبطريرك صفير حالته الخاصة فهو في وجدان كل لبناني سيادي، وهو في ذاكرة كل “ثائر”.

البطريرك الذي قال لا “للسوري” في عزّ جبروته، رافضاً أن يحتل لبنان أيّ عسكر لا يرتدي البزّة اللبنانية، لم يأبه للضغوطات لم يخف من الغدر، ولم يتراجع.

البطريرك الذي رعا وبارك مصالحة الجبل، رغم أنف من يريد بهذا الوطن عبثاً وتفرقة ودماراً، واجه كل الحروب التي سيقت ضده، ووضع لبنان أولاً، لبنان بجناحيه المسلم والمسيحي، فالبطرك لم يرَ لهذا الوطن هوية طائفية هو أرض الجميع، أرض جميع أحبته، وجميع من يضحون بأنفسهم لأجله.

يد البطرك امتدت يوم كان في بكركي للجميع، فكان عزيزاً على الجميع، وكانت كلمته كالسيف، لأنّها كلمة حق، من الشهيد رفيق الحريري إلى سائر شهداء ثورة الأرز التي وجد فيها غبطته أملاً جديداً للبنان، كان البطريرك يقف بصمت حزين على أصدقاء له، دفعوا حياتهم ثمن “السيادة”، فخرج المحتل بقوة الدماء وببركتها.

البطريرك الذي لم تطأ قدمه سوريا طيلة فترة عهده، كان له موقفه المعلن من النظام، فرفض التعامل معه أو الاعتراف به، كما سجّل مواقف حادّة من سلاح حزب الله ولم يأبه لـ”سمّ” الممانعة الذي كان يتربّص به.

في العام 2011، اتخذ البطرك قراره فتنحّى عن منصبه، ليتفرّغ للصلاة والتأمل، كان زاهداً حتى في عظمة ما يملكه، وعاشقاً للبنان.

سيرة البطريرك صفير نستعيدها اليوم، لأننا أحوج ما نكون إليه، أحوج إلى شفاعته وحكمته، إلى مواقفه الحاسمة، وإلى يده التي تجمع أبناء الوطن وتحجب من يكيد لهذا الوطن.

في ذكرى رحيلك الخامسة.. ما زلت “البطرك”، وما زلنا نراك في بكركي حاضراً بقدسية تضحياته وقدسية ما قدمته لهذا الوطن.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us