“المليار يورو” تهدّد لبنان وجودياً: لماذا يخشى ميقاتي زيارة سوريا لحلّ الأزمة؟


خاص 13 أيار, 2024

لم تعد السلطات اللبنانية تستطيع التعامل مع ملف السوريين باستخفاف، ما دفع الإدارات العامة إلى اتخاذ بعض الإجراءات لحل أزمة النزوح… فهل ستستقبل سوريا النازحين في لبنان غير المسجلين؟ أي الذين ولدوا في لبنان ولم يتم تسجيلهم بعد وأصبحوا من دون أوراق ثبوتية؟

كتب أنطوان سعادة لـ”هنا لبنان”:

المليار يورو أشعلت غضب اللبنانيين من جديد حيال ملف النازحين السوريين وتحولت من هبة إلى تهديد وجودي. وسط هذا الغضب لم تعد السلطات اللبنانية تستطيع التعامل مع ملف السوريين باستخفاف، ما دفع الإدارات العامة إلى اتخاذ بعض الإجراءات لحل أزمة النزوح. بداية من مديرية الأمن العام التي وضعت إستراتيجية لضبط وتنظيم النازحين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية، وباشرت دوائر ومراكز الأمن العام بتنفيذ الإجراءات وأبرزها:

– الطلب من السوريين المخالفين لنظام الدخول التوجه إلى الدوائر والمراكز الحدودية لتسوية أوضاعهم ومغادرة الأراضي اللبنانية.

– إقفال كل المؤسسات والمحال المخالفة التي يديرها أو يستثمرها سوريون.

ولكن هل ستستقبل سوريا النازحين في لبنان غير المسجلين؟ أي الذين ولدوا في لبنان ولم يتم تسجيلهم بعد وأصبحوا من دون أوراق ثبوتية؟

مصادر أمنية أكدت لـ”هنا لبنان” أنها قابلت وزير المصالحة السوري د. علي حيدر وهو بمثابة وزير المهجرين، وخلال اللقاء قال الوزير للمصدر الأمني اللبناني “إنّ الأطفال الذين ولدوا في لبنان ولم يتم تسجيلهم فلا تستقبلهم الدولة السورية، وعليهم إبراز الأوراق الثبوتية المطلوبة. وتحدّث المصدر عن دخول سوريا ما يفوق الـ20 ألف نازح في عيد الفطر، ومن ثمّ عودتهم إلى لبنان”.

في المقابل، وبحسب أحد المسؤولين في الأمن العام، يمكن ترحيل الأطفال غير المسجلين إستناداً إلى وثيقة الولادة أو إفادة الولادة. وأضاف المصدر لـ”هنا لبنان” أنه أصبح في داتا وزارة الشؤون الاجتماعية أرقام وأعداد كبيرة من النازحين السوريين ولو كانوا غير مسجلين.

من جهتها، أكدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لـ”هنا لبنان” أنّ الأمم المتحدة تعمل بالشراكة مع الحكومة اللبنانية لتسهيل تسجيل الولادات نظراً إلى أنّ عدداً كبيراً من النازحين يواجهون صعوبات في تلبية متطلبات تسجيل الولادات، سواء بسبب فقدان الوثائق أو لعدم القدرة على استبدالها. وأشارت المفوضية إلى أنّ الأطفال المولودين من آباء سوريّين في لبنان مسجّلون على أنهم سوريين وليسوا لبنانيين.

والجدير ذكره، أنه بحسب الأطر القانونية السورية، تنتقل الجنسية عن طريق الأب، بموجب مبدأ Jus Sanguinis والمفوضية لا تدعو إلى دمج اللاجئين أو تجنيسهم في لبنان.

المفوضية لفتت إلى أنها تعمل، بالشراكة مع وزارتي الداخلية والبلديات والشؤون الاجتماعية، من خلال برنامج العمل الوطني، على ضمان استحصال الأطفال السوريين المولودين في لبنان على وثائق رسمية تؤكد نَسب هؤلاء الأطفال إلى والديهم وبالتالي ضمان حقوقهم في منحهم الجنسية السورية.

فأولويات المفوضية في لبنان، حسبما أكدت، هي ضمان استحصال اللاجئين على الوثائق المدنية الأساسية، بما في ذلك شهادات الزواج ووثائق الولادة. وتجدر الإشارة إلى أنّ الأطفال السوريين الذين لم يتمّ تسجيل ولاداتهم لا يعتبرون عديمي الجنسية.

في الختام، لا بدّ من القول، إنه من الضروري إعادة تفعيل وفد مخصص لزيارة سوريا لتسوية ملف النازحين في لبنان، ولكن يبدو أنّ الرئيس ميقاتي يخشى زيارة سوريا حفاظاً على مصالحه وأمواله في الخارج.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us