بعد طريق المطار.. عصابة على أوتوستراد الأسد!
عصابة احتيال وتشليح جديدة على أوتستراد الأسد، تتفنن في اصطياد السيارات بأساليب “ملعوبة”، يتلطّون في زوايا مخفيّة على الأوتوستراد السريع بين بين الكولا والمدينة الرياضية بانتظار الهدف وساعة التنفيذ. حوادث متكرّرة وقعت خلال الأيام الماضية وسط “غياب” الأجهزة الأمنية في تلك المنطقة
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
على أوتستراد الأسد، يصول ويجول يومياً كما يحلو له على متن دراجته النارية لاصطياد السائقين، يعمد رجل في العقد السادس من العمر إلى إيهام سائقي السيارات بأنّ عطلاً ما طرأ على سياراتهم بعد أن يرمي عليهم حجراً، لإقناعهم بالنزول من السيارة وتفقّدها، بعض الأشخاص وقعوا في مصيدتهم فيما آخرون تمكنوا من النجاة.
وعلى مدى أسبوعين تم توثيق أكثر من حالة تعرضت لنفس أسلوب الاحتيال عند ذلك الأوتستراد، ثمة أفراد امتهنوا التعرض للمارة والاعتداء عليهم حتى بات البعض يحسب حسابًا إذا ما اضطرّ للمرور من هذه الطريق.
وفي التفاصيل تقول مهى وأثناء مرورها على الكولا – أوتستراد الأسد باتجاه إشارة المدينة الرياضية، أنّ صوتاً قوياً صدر من تحت سيارتها، وفجأة ظهر أمامها رجل يصرخ: “صفي على جنب…براغي الدولاب بدها شدّ…انتبهي يطير الدولاب”.
ارتبكت مهى وشعرت بازدياد خفقان قلبها فتوقفت إلى جانب الطريق وهي ترتعش لم تدرِ ما يجب أن تفعله سوى طلب المساعدة من ذلك الرجل الذي بدأ “بعدة نصبه”، تفقد السيارة، بدأ يذهب يميناً ويساراً وكأنه يريد تشتيت أنظارها، وبعد 30 دقيقة من فحصه للسيارة، أخبرها بأنه تمكن من تصليح العطل وتركيب قطعة كانت بحوزته. ولما انتهى طلب منها 80 دولار ثمن هذه القطعة.
لم تدرِ مهى أنها الضحية وأعطته المبلغ لتتفاجأ فيما بعد بأنّ هذا الرجل استطاع نشل أكياس ملابس كانت قد اشترتها من “المول”.
فاطمة أيضاً وقعت في فخ هذا “المحتال” الذي تتبعها على نفس الطريق وطلب منها النزول من السيارة لأنّ “إكس الدولاب مكسور “، ولأنّ خبرتها بالسيارات بسيطة استطاع إقناعها، وبعد إنهاء مهمته طلب منها 100 دولار ثمن التصليح. لكن لم يكن بحوزتها سوى 50 دولار، فسحب الرجل المبلغ من يدها قائلاً: “الله يسامحك يا عمو انت مثل بنتي”.
بدوره لم يسلم الحاج أبو عمر من هذا “النصاب” الذي كان مع شريكه على متن دراجة نارية، إذ أوهمه بأنّ “الدولاب عم يحترق… انزل قبل ما تولع السيارة”، ولما رفض حاولا فتح الباب بالقوة معتقدين أنه لن يستطيع مقاومتهما، إلا أنّ مخططهما باء بالفشل وتمكن أبو عمر من الفرار.
عشرات الحوادث المتنقلة نسمع عنها يومياً، عمليات تشليح وسلب على الطرقات، كمائن ترصد للسيارات على الأوتسترادات والطرقات، واقتحام منازل وسرقات على أنواعها، باتت تهدد الأمن الاجتماعي في لبنان، وتنذر بموجات فلتان خطيرة تثير مخاوف المواطنين وتفقدهم الثقة بأجهزة الدولة، ما يدفعهم نحو الأمن الذاتي.
وفي الإطار يقول مصدر أمني لـ “هنا لبنان” أنّ “هذه الأفعال لا نستطيع إدراجها ضمن إطار الجريمة المنظمة، وعادة ما يكون أبطالها مؤلفون من شخصين أو ثلاثة أشخاص، معظمهم من أصحاب السوابق المتخصصين في أعمال السرقات والنشل أو الذين يتعاطون المخدرات”.
ويشدد المصدر الأمني على أنّ “قوى الأمن الداخلي تلاحق وتتربص لأي شخص أو عصابة مشتبه فيها بهدف توقيف المتورطين ومحاسبتهم”.
ويلفت المصدر إلى أنّ “عادة ما يلجأ النشالون إلى هذه الحيلة لاصطياد السيارات، حيث يقف النشال أمام الضحية ويحاول إقناعه بأنّ عطلاً ما طرأ على سيارته.. وعادة ما يلقي النشال شيئاً على سيارة الضحية كي يركنها جانباً، فيبدأ في مساعدته لإصلاحها، وحينها تأتي الفرصة الذهبية للنشال لأن يلتقط أي شيء ثمين في سيارة أو حتى السيارة نفسها”.
ونصح المصدر الأمني “المواطنين بعدم التوقف لأي شخص مشبوه على الطرقات وأن لا يترجلوا من سياراتهم في مثل هذه الحالات، وإن واجهوا أي مشكلة ننصح بالاستعانة بميكانيكي موثوق تفادياً لعمليات سرقة محتملة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |