وداعًا موسم السياحة


خاص 18 أيار, 2024

صيف إضافي سيمر على لبنان من دون سياحة، كل الاستثمارات التي وُضِعَت في هذا القطاع، يرجَّح أن تذهب سدى، وما على المتفائلين سوى القول: عسى أن يكون صيف 2025، صيف السياحة لا الحروب، لا كما صيف 2024


كتب جان الفغالي لـ”هنا لبنان”:

يبدو أنّ السيدة نورا جنبلاط، رئيسة مهرجانات بيت الدين، قد أخذت من زوجها زعيم المختارة وليد جنبلاط، خبرة “الاستشعار عن بُعد”، وترقُّب ما قد يحصل أو يتواصل حصوله، فأعلنت إلغاء مهرجانات بيت الدين لهذه السنة .
لا يأتي قرار السيدة نورا جنبلاط من فراغ، فهي بالتأكيد استشارت وليد بك الذي على ما يبدو أعطاها المشورة الصائبة، فكان قرار الإلغاء.
من شأن قرار إلغاء مهرجانات بيت الدين أن يشكِّل نكسة مؤلمة لمهرجانات صيف 2024، فغالبًا ما تكون مهرجانات بيت الدين العلامة الفارقة لفصل السياحة والاصطياف، بالإضافة طبعًا إلى مهرجانات بعلبك وبيبلوس وصور وإهدن وبشري وجونيه، وغيرها من مهرجانات المدن والبلدات اللبنانية، هذا الإلغاء سيجعل القيّمين على هذه المهرجانات يراجعون حساباتهم وقراراتهم وخططهم .
وحين تُلغى معظم المهرجانات، فإنّ جزءًا أساسيًا من موسم الإصطياف يكون قد “انضرب”، فهذه المهرجانات ليست فقط مجرد “حضور حفلة” وينتهي الأمر، بل هي دورة اقتصادية متكاملة: من تشغيل الفنادق إلى تشغيل المطاعم والمتاجر في بلدات المهرجانات، إلى تشغيل قطاع السيارات المستأجرة والتاكسي، هذه الدورة الإقتصادية لن يكون لها أثر في الصيف المقبل، وحين يكون الأمر هكذا، فلا يسع المراقب سوى أن يقول: “وداعاً موسم السياحة”.
وما يؤسَف له أنّ هناك دولاً في المنطقة تستفيد من هذا الواقع وتأخذ دور لبنان: من قبرص إلى تركيا إلى مصر وتحديدًا منتجعات شرم الشيخ، وما تقدِّمه هذه الدول يمكن اعتباره “بديلًا سياحيًا” للبنانيين حتى للمغتربين منهم الذين يركزون على تمضية عطلاتهم بين قبرص وتركيا وشرم الشيخ، ومَن يتابع الإعلانات التي تملأ الشوارع في لبنان عن العروضات في أكثر من منتجع خارج لبنان، يكشف حجم الخسائر المرتقبة للقطاع السياحي في لبنان.
لم يكابر أحد نقباء قطاع الخدمات في لبنان، حين أعلن أن لا سياحة في الحرب، بمعنى آخر، “السياحة والحرب خطَّان لا يلتقيان”، فهناك منطقتان على الأقل خارج نطاق الاستقرار: الجنوب والبقاع، فعن أيّ سياحة نتحدَّث إذا كان الدمار يعم الجنوب، والخشية تعم البقاع!
صيف إضافي سيمرّ على لبنان من دون سياحة، كل الاستثمارات التي وُضِعَت في هذا القطاع، يرجَّح أن تذهب سدى، وما على المتفائلين سوى القول: عسى أن يكون صيف 2025، صيف السياحة لا الحروب، لا كما صيف 2024 .

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us