جبران الدوماني
لا يمكن للـ “آنتي عوني” سوى الثناء على ما جاء على لسان رئيس التيار الوطني الحر؛ لسانٌ يقطر مرّة عسلاً وأكثر المرات يبخ سمّا ومواد كيماوية تقتل النبات والثمر
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
كم جميل كلام جبران باسيل في حفل إزاحة الستارة عن اللوحة التذكارية لإعلان دوما من أفضل القرى السياحية للعام 2023 واللوحة التذكارية لترميم السوق بمسعى من سعادته، وبجهد جمعية “بترونيات” التي ترأسها السيدة عقيلته وبمساهمة مشكورة من دولة قطر التي تعهدت بترميم السوق القديم يوم كان باسيل وزيراً للإتصالات واتّصالاته “طايلة”.
“دوما نموذج مصغّر عن لبنان الذي نريده ونسعى لإنمائه” قال الصهر الطموح على مسامع العم الرئيس، وبحضور ثلاثة وزراء “عونيين” وشخصيات دينية وديبلوماسية وبلدية.
لا يمكن للـ “آنتي عوني” سوى الثناء على ما جاء على لسان رئيس التيار الوطني الحر؛ لسانٌ يقطر مرّة عسلاً وأكثر المرات يبخ سمّا ومواد كيماوية تقتل النبات والثمر.
وكأني بجبران قرأ على وجه أحدهم سؤالاً: ما الذي منع صاحب أكبر كتلة وزارية وأكبر كتلة نيابية (على حد زعمه) و”مين ما خلّا” أهم صهر لأكبر رئيس جمهورية قيمةً من تعميم “النموذج المصغّر” على البازورية والمشرّفية والضنّية والنبطية والنجارية فجاء الجواب بمتن العظة بأنّ هناك فارقاً “بين “خلونا” و”ما خَلونا” (…) عندما لا يعرقلنا أحد ننهض بالبترون ودوما وغيرها، وعندما يعرقلنا يحصل ما حصل بسوق البلاط في زحلة، مشدداً على أنه هكذا نقدم أنفسنا للبنانيين ولأصدقائنا”.
من هذا الذي عرقل جبران بسوق البلاط؟ تباً له “مين ما كان يكون”!
في دوما، مرتع طفولته وملعب صباه ووجهة استثماراته المستقبلية حرص باسيل، على تضمين عظته الدومانية نفحة وطنية ودائماً بصيغة نريد. ومتى أراد ولم يطلع بيده يعود إلى معزوفة “خلّونا” و”ما خلّونا” حسناً ماذا يريد؟ “نريد مستقبلاً لا حرب فيه على بلدنا، ولبنان لا يمكن أن يدفع أثماناً من خيرة شبابه لما يحصل في المنطقة بل يستطيع أن يقاوم بمقاوميه ليحصن قوته ومناعته، لكنه لا يستطيع أن يبقى في دوامة حروب” أي بصريح العبارة يوافق جبران، وما يمثل مسيحياً، على ديمومة “الحزب” كمنظومة عسكرية أقوى من الدولة من دون المشاركة في “حروب إشغال” أو في “حروب الآخرين” متجاوزاً كلّ ما قاله الجنرال قبل انتخابات العام 2005 وما ورد في “الطريق الآخر”.
وماذا أراد جبران في خطبة دوما “نريد رئيساً للجمهورية نتوافق عليه لتحصين عهده لكن إذا هناك ناس لا تريد التوافق نذهب إلى ما يقوله الدستور بدورات متتالية فيفوز ديموقراطياً الأقدر، وهذا واجبنا إما بالتوافق الديموقراطي أو بالتنافس الديموقراطي”. للتذكير فإنّ جبران وإخوانه فرطوا النصاب في 11 جلسة من أصل 12.
عرفنا شيئاً مما أراده إبن البترون البار، من المفيد أن نعرف ماذا يريد الوزير الخلوق الديناميكي وليد نصّار ملحّن “أهلا بهالطلة أهلا” ومنتج “مشوار رايحين مشوار”.
“نريد أن يكون لبنان صانع قرار” قال. وقبل أن نشهق جَماعياً شهقة الإندهاش إستكمل نصار جملته: “…خصوصاً بالموضوع السياحي والتنموي”. القرار السيادي مسألة ثانوية. القرار السياحي والتنموي في دير القمر وبيت الدين والأرز وجونيه وجبيل والبترون وأنفه وكفرذبيان أولوية.
في النهاية، ألف مبروك لدوما الجميلة ولبلديتها ولأهلها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |