بين الإلغاء والتحديات الأمنية.. لبنان على موعد مع حفلات استثنائية
رغم التحديات التي تواجهها أكثر المهرجانات ضخامة واستقطابًا للسياح والمغتربين، إلا أنّ العاصمة بيروت نجحت هذا العام في جذب عدد كبير من الفنانين العرب والعالميين، حيث ستقام العديد من الحفلات التي ستعيد لبيروت نبضها الفني وتضفي على لياليها سحرًا خاصًا
كتبت هانية رمضان لـ”هنا لبنان”:
تعد مهرجانات لبنان الغنائية واحدة من أهم المحطات المنتظرة كل عام، حيث يتوافد إليها عشاق الفن من كل حدب وصوب. لكن وسط مزيج من الترقب والتوتر المحلي والإقليمي، تلقي الظروف الأمنية القاسية بظلالها على هذه المهرجانات.
ففيما يبقى القرار بشأن مهرجانات بعلبك معلقًا، حيث أعلنت السيدة نايلة دو فريج رئيسة المهرجانات لوكالة فرانس برس: “ننتظر تطور الوضع الأمني في المنطقة قبل أن نتخذ قرارنا”، ألغيت مهرجانات بيت الدين لهذا العام، إذ أكدت رئيسة المهرجان، السيدة نورا جنبلاط، في بيان لها أن “الأوضاع الأمنية ليست وحدها عقبة في وجه إقامة الحدث البارز، إذ يعدّ الواقع الاقتصادي المتردّي سبباً أساسياً للحؤول دون إقامته”.
ورغم التحديات التي تواجهها أكثر المهرجانات ضخامة واستقطابًا للسياح والمغتربين، إلا أنّ العاصمة بيروت نجحت هذا العام في جذب عدد كبير من الفنانين العرب والعالميين، حيث ستقام العديد من الحفلات التي ستعيد لبيروت نبضها الفني وتضفي على لياليها سحرًا خاصًا.
ومن بين هذه الحفلات، إعادة حفل الفنانين عمرو دياب وتامر حسني، اللذين حققا نجاحًا كبيرًا في السنة الماضية، ما دفع المنظمين إلى طرح حفلاتهما مجددًا، وإن كانت التذاكر بسعر أعلى.
كما لفتت الأنظار حفلات الفنانة أصالة والفنان محمد رمضان، مما أثار دهشة اللبنانيين نظرًا للظروف الأمنية الراهنة، ولكنها جاءت كنافذة للأمل والفرح وسط التوتر الحاصل، مما يعكس الجهود المستمرة لإعادة العاصمة إلى خريطة السياحة الفنية العالمية.
وعلى الرغم من هذه الجهود، أظهرت مواقع حجز التذاكر أنّ الإقبال على الحفلات كان أقل من المتوقع مقارنة بالعام الماضي، حيث يتردد الكثير من الناس في حضور الفعاليات الكبيرة بسبب المخاوف الأمنية. ومع ذلك، حققت حفلات الفنانين اللبنانيين إقبالًا جيدًا بفضل أسعار التذاكر المعتدلة والأجواء المحلية التي تبعث الطمأنينة.
ولتعزيز الثقة، حظيت هذه الحفلات بتطمينات أمنية كبيرة، حيث تعهدت القوى الأمنية باتخاذ إجراءات مشددة لضمان سلامة الجمهور والفنانين. هذه التطمينات لم تقتصر على الحفلات فقط، بل شملت أيضًا تأمين محيط الفعاليات ومرافقها، لضمان تجربة آمنة وممتعة للجمهور الحاضر.
وقد جاءت هذه التطمينات لتشجيع المواطنين على حضور الفعاليات، مما يساهم في استعادة الأمل وتحقيق نجاح المهرجانات رغم التحديات المستمرة.
يبقى الأمل حاضرًا في أن تتجاوز البلاد هذه المرحلة الصعبة، وأن تعود مهرجانات لبنان لتكون رمزًا للفرح والحياة، هذا الرمز الذي لطالما ميز هذا الوطن الصغير الكبير بطموحه وحضارته.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بين النزوح الدراسي والأزمات التعليمية.. مدارس في مهبّ الفوضى | أمان النازحين في قبضة السماسرة.. استغلال وجشع بلا حدود | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |