هل بدأ الإتجار بـ “شهداء الإسناد لغزة”؟


خاص 25 أيار, 2024

إنّ الدولة، وللأسف الشديد، تُدار بعقلية الرشاوى، فتوزَّع الأموال وكأننا في مواسم إنتخابية، أو كأنّ خزينة الدولة في وضعٍ مريح ليتم “الرش والرشوة” من أجل إرضاء هذا المناصر أو هذا المواطن “الذي يصوِّت معنا في الانتخابات”

كتب جان الفغالي لـ “هنا لبنان”:

على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي دعا إليها الرئيس نجيب ميقاتي الثلاثاء المقبل، خمسة وثلاثون بندًا، بندٌ من هذه البنود، هو البند الرقم 21، الذي يبدو “فاقعًا” إلى حد كبير، وورد فيه حرفيًا: “طلب مجلس الجنوب الموافقة على تأمين اعتمادات بقيمة 93 مليار و600 مليون ليرة لبنانية، لدفع المساعدات لبعض ورثة الشهداء نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية بعد 7 تشرين الأول 2023”.

يستدعي هذا البند جملة من الملاحظات:

أولًا، لماذا مجلس الجنوب هو الجهة التي طلبت المال؟ وليس الهيئة العليا للإغاثة؟ هل لأنّ مجلس الجنوب تابع عمليًا لعين التينة؟ هل هذا يعني أنّ كلَّ قرش سيُصرَف من “المساعدات” سيتم تحديده والموافقة عليه في عين التينة؟

ثانيًا، مَن سيضع جداول “بعض ورثة الشهداء”؟ هل مجلس الجنوب؟ (أي عمليًا عين التينة)؟ ماذا لو تضاربت جداول مجلس الجنوب مع جداول تضعها جهات أخرى، فأيّ الجداول تٌعتَمَد؟

ثالثًا، لماذا سميت “مساعدات” ولم تُسمَّ “تعويضات”؟ إذا كانت “مساعدات”، فلماذا تُحصَر بـ “بعض ورثة الشهداء” (وهُم بالمناسبة مستحقون)، ولكن ماذا عن بقية “ورثة الشهداء” ممن لم يُحسَبوا على أنهم من “البعض”؟

ماذا عن الذين دمِّرَت منازلهم ويعيشون في العراء؟ ماذا عن الذين حرموا من تفقّد أراضيهم الزراعية؟ فهل يستحقون مساعدات أو لا يستحقون؟

في الخلاصة، إنها “رشوة” لمجلس الجنوب ليوزِّعها استنسابيًا على المرضيّ عنهم، وبالتأكيد سيكونون من ثنائي حزب الله وحركة أمل، وهذه “التوزيعة” ستكون تنفيسًا للإحتقان بعدما تضاعف التململ، في بيئة كل من حزب الله وحركة أمل.

ثم، من أين سيأتي مجلس الوزراء بهذا المبلغ الهائل، في وقتٍ تعاني خزينة الدولة من عجزٍ مخيف؟

إنّ الدولة، وللأسف الشديد، تُدار بعقلية الرشاوى، فتوزَّع الأموال وكأننا في مواسم إنتخابية، أو كأنّ خزينة الدولة في وضعٍ مريح ليتم “الرش والرشوة” من أجل إرضاء هذا المناصر أو هذا المواطن “الذي يصوِّت معنا في الانتخابات”.

إذا تمَّ إقرار هذا البند، وهو على الأرجح سيتم إقراره لأن السرايا لا تقوى على “مزاعلة” عين التينة، فسيشكِّل ذلك سابقة ستتكرر في كل جلسة لمجلس الوزراء، والجلسات لناظرها قريب.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us