خزنة “صيّاد السمك” في شِباك فتيات عين المريسة
تعرّف صيادٌ اعتاد صيد الأسماك في منطقة عين المريسة، على فتاتين بحكم تردّدهما إلى المنطقة وتوطّدت المعرفة حتى صارتا تزورانه في منزله، لكنّ صيّاد السمك لم يكن يعرف أنّ تقرُّب الفتاتين منه لم يكن إلّا ضمن مخطّط وضعتاه مع شابين آخرين للإطباق على الخزنة الموجودة في بيته
كتبت سمر يموت لـ”هنا لبنان”:
وقع صيادٌ اعتاد صيد الأسماك في منطقة عين المريسة، في شِباك فتاتين تمكنتا من إرشاد السارقين إلى منزله وهناك كانت الغلّة “حرزانة”. وكان الصيّاد قد تعرّف على فتاتين بحكم تردّدهما إلى المنطقة وتوطّدت المعرفة بينهم حتى صارتا تزورانه في منزله، لكنّ صيّاد السمك لم يكن يعرف أنّ تقرُّب الفتاتين منه لم يكن إلا من ضمن مخطّط وضعتاه مع شابين آخرين للإطباق على الخزنة الموجودة في بيته.
إليكم تفاصيل القضية:
يُقيم المدعي “س.ح” في طابقٍ أرضيّ في بناية كائنة في محلّة رأس النبع، وضمن برنامج حياته اليوميّ كان يتوجّه إلى محلّة عين المريسة بهدف صيد السمك، وخلال تردّده إلى المحلّة المذكورة، تعرّف بالمدعى عليهما “زينب.أ” و”آية.م” اللتين ترددتا إلى منزله المذكور حيث كان يوجد في إحدى غرفه خزنة حديديّة موجودة داخل خزانة، وقد اطّلعت المدعى عليهما على مكان وجود الخزنة، حيث أعلمتا المدعى عليه “ربيع.أ” وهو شقيق “زينب” عن وجود خزنة بداخلها مبالغ ماليّة وكميّة من الذهب، حيث تمّ التوافق بينهم على سرقة الخزنة المذكورة. تولّت “آية” إرشاد “ربيع” إلى مكان وجود منزل المدعي وعلى باب خلفي للشقّة يستخدمه المدعي في تهوئة منزله، وفي الوقت المحدّد للسرقة، لم يتمكّنا من الدخول كون الباب كان مقفلاً على غير عادته، إلا أنّ “ربيع” عاد في اليوم التالي برفقة المدعى عليه موسى.ف” (صاحب الأسبقيات في مجال السرقة والذي تعرّف به في سجن رومية)، مستغلاً توجّه صاحب المنزل إلى البحر لممارسة هواية الصيد. ركن “موسى” الدراجة الناريّة بالقرب من المنزل، فيما تولّى “ربيع” الدخول إلى الشقّة إلى مكان وجود الخزنة وغادر بالدراجة إلى مكان قريب وعاد بعد دقائق ليقلّ “موسى” حيث كانت بحوزته الخزنة موضوعة داخل كرتونة وغادرا المحلّة.
ما إن عاد المدعي إلى منزله حتى اكتشف السرقة وسارع إلى تقديم شكوى أفاد فيها أنّه كان يوجد بداخل الخزنة مصاغاً بقيمة 55 ألف دولار أميركي، عبارة عن أونصات من الذهب بأحجام مختلفة وليرات ذهبية ومبلغ ستة آلاف وخمسماية يورو وخمسماية دولار أميركي.
خلال التحقيقات الأوليّة، أقرّت المدعى عليهما بأنهما هما من أعلمتا “ربيع” بوجود الخزنة والمال والذهب، وقامتا بإرشاد “ربيع” على مكان منزل المدعي، إلا أنّهما أنكرتا اشتراكهما في السرقة، على عكس ما جاء في إفادة “ربيع” الأوليّة بأنّ “زينب” و”آية” كانتا على تنسيق دائم معه بغية تنفيذ السرقة، ليعود ويقول إنهما ليستا على علم بتنفيذها ولم تأخذا شيئاً من المسروقات.
وأمام قاضي التحقيق وائل صادق، حاول “ربيع” رفع التبعة عن الفتاتين، لكنه قال أنه علم منهما أين يضع المدعي مفتاح باب المنزل وكذلك برنامجه اليومي لناحية زمان توجّهه لممارسة هواية صيد السمك.
واعترف “موسى” باستحصاله على المعلومات من “ربيع” وأنه فتح الباب الخلفي من جهة الحديقة ودخل منه، بعدما مدّ يده من نافذته التي كانت أساساً مفتوحة، علماً أنّ الباب لم يكن مقفلاً، وأضاف أنه كان بداخل الخزنة حوالي 1 كلغ من الذهب وستة آلاف يورو وألفي دولار أميركي وأنه تقاسم المسروقات مناصفة مع “ربيع” باستثناء مبلغ اليورو حيث لم يسلمه منه سوى ألف وخمسمائة يورو، علماً أنّ “ربيع” أفاد أنّه لم يعطه سوى ذهب بزنة 50 غرام وأونصة ذهبية زنة 3 غرامات وأضاف أنّ “ربيع” قام بتسلّق الحائط الفاصل بين البنايتين من أجل الدخول إلى منزل المدعي.
واعتبر القاضي صادق فعل المدعى عليهم “ربيع.أ” و”موسى.ف” و”زينب.أ” و”آية.م” من نوع جناية المادة 639 من قانون العقوبات (تنص على عقوبة السجن من ثلاث إلى سبع سنوات) وأصدر مذكرة توقيف غيابية بحق كل من “زينب” و”آية”، طالباً إحالة الجميع للمحاكمة أمام محكمة الجنايات في بيروت.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أطفال لبنان يعيشون كابوس الحرب ويُرعبهم صوت “أدرعي” | سجناء لبنان ينزحون أيضاً: قلقون على حياتهم وذويهم | سجناء “رومية” يصعّدون تجاه الأوضاع اللاإنسانية |