أسعار الأدوية متفاوتة… الصيدليات تسعّر على هواها؟
بعدما زف الوزير فراس الأبيض للبنانيين بشرى انخفاض أسعار الأدوية وفق القانون الذي يسمح للوزارة بإعادة تسعير الأدوية وخفض أسعارها تلقائياً بعد وجودها في السوق بفترات معينة، عمدت بعض الصيدليات لإخفاء الأدوية في إطار الضغط على الوزارة للتراجع عن قرارها تفادياً للخسائر
كتبت ناديا الحلاق لـ”هنا لبنان”:
اشتكى عدد من المواطنين في مناطق مختلفة من ارتفاع أسعار الأدوية في بعض الصيدليات، والغريب أن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال د.فراس الابيض كان قد زفّ إلى اللبنانيين بشرى انخفاض أسعار الأدوية التي من المفترض أنها دخلت حيز التنفيذ منذ أواخر نيسان الماضي، وذلك بعد قيام الوزارة بعملية إعادة تسعير الأدوية Repricing حسب القوانين المرعية والتي طالت الأدوية التي تم إدخالها إلى لبنان منذ مدة محددة. فحسب القانون، يحق للوزارة إعادة تسعيرها وخفض أسعارها تلقائياً بعد وجودها في السوق بفترات معينة، وبالتالي عندما ينخفض سعر الدواء الأصيل brand ينخفض معه سعر الدواء البديل الـGeneric.
ولكن في لبنان الأمور الإيجابية لا تستمر طويلاً كيف لا ونحن في دولة يتغلغل فيها المتلاعبون والمحتكرون. خصوصاً وأن بعض الصيادلة كانوا قد عمدوا إلى إخفاء الأدوية للضغط على وزارة الصحة كي تتراجع عن قرار إعادة التسعير تجنباً للخسائر. فهل تسعّر الصيدليات على هواها؟
عضو نقابة الصيادلة في لبنان سهيل غريب يؤكد لـ “هنا لبنان” أنّ “المعلومات المتوافرة لديه تؤكد عكس ذلك، وممنوع رفع سعر الدواء اعتباطياً، ولكن ما حصل أنه منذ فترة شهد السوق اللبناني ارتفاعاً في أسعار الأدوية اللبنانية أي البديلة Generic، إلا أنه بعد آخر مؤشر صدر عن وزارة الصحة لاحظنا انخفاضاً بأسعار الأدوية، واليوم يتم إعادة التسعير مجدداً”.
ويتابع غريب: “الخطأ وارد، قد يكون هناك صيادلة باعوا بعض الأدوية بأسعار تزيد عن تسعير الوزارة لعدم تمكنهم من تحديث أسعارهم بسبب ضعف شبكات الانترنت لديهم، وقد يكون الخطأ صادراً عن المريض الذي يجهل في معظم الأحيان تسعيرة الوزارة ويسارع إلى اتهام الصيادلة بالغش والتلاعب. قد يكون المواطن لاحظ ارتفاعاً في أسعار الأدوية المصنعة محلياً والتي رفع عنها الدعم كلياً حيث ارتفعت أسعارها بين 40 % إلى 60%، واليوم العمل جارٍ على إعادة تسعيرها لافتاً إلى أن أدوية Generic المصنعة محلياً يجب أن تكون بسعر أقل من أدوية الـ Brand”.
وعن الأسعار الجديدة للأدوية، يشير إلى أنّ “الانخفاض جاء بنسب متفاوتة ويعطي مثالاً عن دواء Dekapin الذي انخفض سعره من 900 ألف ليرة إلى 370 ألفاً أي بنسبة 60%”.
ويشدّد غريب على “مدى إلتزام الصيدليات بتسعيرة الدولة، أما في حال قيام أي صيدلية برفع الأسعار بما يخالف لائحة وزارة الصحة، فنقابة الصيادلة على استعداد تام لمتابعة الموضوع، وتحويل المسؤول عن هذا الفعل إلى التحقيق مباشرة أمام المجلس التأديبي لاتخاذ الإجراءات التأديبية بحقه في النقابة”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |