كيف سيوفق “الحزب” بين غزة وهوكشتاين

يتابع كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الدور الذي لعبه قبل نحو سنتين بخصوص الحدود البحرية مع إسرائيل بمعرفة وموافقة “حزب الله” في نهاية عهد ميشال عون باعلانه الخميس الماضي، أنّ اتفاقاً للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل قد يخفّف من الصراع بين البلدين

كتب سعد كيوان لـ”هنا لبنان”:

حفل الأسبوع الماضي بزيارة هي السادسة للمبعوث الشخصي للرئيس الفرنسي جان-إيف لودريان المكلف بتسهيل انتخاب رئبس الجمهورية اللبنانية. وغادر لودريان بيروت من دون أي نتيجة تذكر، فيما كثرت التأويلات والتفسيرات حول عدم تحقيقه أي خرق منذ أن كلفه الرئيس إيمانويل ماكرون قبل سنة. وكان لودريان التقى معظم الكتل النيابية وحصل من رئيس المجلس ورئيس حركة أمل نبيه بري على استبدال كلمة “حوار” الذي يصر عليه منذ سنة بكلمة “تشاور”، ولكنه أصر بالمقابل على مدة أسبوع لهذا “التشاور” والانتقال بعدها إلى جلسات انتخاب وليس جلسة واحدة بدورات متتالية كما ينص عليه الدستور. أي راوح مكانك في ملعب “الثنائي الشيعي” الذي يربط انتخاب الرئيس بالحرب في غزة رغم أنّ “حزب الله” ينفي ذلك، وأمينه العام حسن نصرالله يصر على “مشاغلة” إسرائيل وتدمير الجنوب وإيقاع ضحايا في صفوفه وبين المدنيين من دون أي مكسب وطني أو نتيجة تذكر للفلسطينيين أو للبنان. إلا أنّ نصرالله يكثف إطلالته هذه الأيام لقناعته ربما بأنّ معظم اللبنانيين باتوا مقتنعين بأنه يربط الفراغ الرئاسي بحرب غزة، لذلك فقد سلط ظهوره التلفزيوني نهار الجمعة الماضي ليؤكد أنّ عدم انتخاب رئيس يعود لخلافات بين القوى السياسية الداخلية وليس إلى حرب غزة بدليل أنّ الانتخابات الرئاسية معطلة منذ سنة ما قبل 7 تشرين الأول الماضي، ‏علماً أنّ “الثنائي الشيعي” رشح فرنجيه ويصر عليه منذ ما بعد انتهاء عهد ميشال عون بثلاثة أشهر فقط ويرفض حتى البحث عن مرشح ثالث، لا قبل ولا مع مبادرة لودريان.
يصر “حزب الله” على رفض أي تسوية قبل وقف لإطلاق النار في غزة وبالتالي يستمر في حربه العبثية رغم أنّ وزير خارجية إيران عبد اللهيان الذي سقط في حادثة الطائرة مع الرئيس الإيراني الأسبوع الماضي، زار بيروت ثلاث مرات خلال الأزمة، وكان واضحًا عندما أصرّ مع نصرالله أنّ إيران لا تريد الحرب. ومع ذلك بلغ عدد الضحايا اللبنانيين 400 وحرب الإبادة في غزة مستمرة وتخطى عدد القتلى الفلسطينيين 36 ألفاً، ويعلن نصرالله رفضه أي تسوية سواء الفرنسية أو الأميركية فيما “حماس”، المعني المباشر كونها كانت المباشرة بفتح النار يوم 7 تشرين الأول وقتل مئات الضباط والجنود الإسرائيليين وأسر أكثر مئتين، تعلن استعدادها “للتعامل بشكل إيجابي مع الاقتراح الاميركي” لوقف حرب غزة الذي أعلن عنه الرئيس جو بايدن نفسه، والذي ينص على ثلاثة مراحل تبدأ الأولى بعودة النازحين إلى شمال غزة وتستمر ستة أسابيع وتشمل وقف إطلاق النار على نحو «كامل وشامل»، والمرحلة الثانية تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع مناطق غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين. والمرحلة الثالثة تشمل اعادة الإعمار “تقوم به واشنطن مع شركائها العرب والمجتمع الدولي”. وأكد بايدن في الختام “أنّ إسرائيل دمرت قوات حماس على مدى الأشهر الثمانية الماضية ولم تعد قادرة على تنفيذ هجوم آخر مثل هجوم السابع من أكتوبر”. واللافت في الأمر أنّ “حماس” أبدت اهتماماً في معرفة تفاصيل الخطة الاميركية وحرصت على إيصال استعدادها لواشنطن عبر القاهرة، فهل يعرب “حزب الله” رسمياً عن رفضه؟
بالمقابل، يتابع كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين الدور الذي لعبه قبل نحو سنتين بخصوص الحدود البحرية مع إسرائيل بمعرفة وموافقة “حزب الله” في نهاية عهد ميشال عون بإعلانه الخميس الماضي، في حوار مع مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنّ اتفاقاً للحدود البرية بين إسرائيل ولبنان يتم تنفيذه على مراحل، قد يخفف من الصراع بين البلدين. مضيفا: “إذا تمكّنا من التوصل إلى مجموعة من التفاهمات، وإقامة حدود معترف بها لأول مرة على الإطلاق، فأعتقد أنّ ذلك سيقطع شوطاً طويلاً”.
وقال هوكشتاين “إنّ البداية ستكون بالسماح لسكان المجتمعات الشمالية في إسرائيل بالعودة إلى منازلهم ولسكان المجتمعات الجنوبية في لبنان بالعودة إلى منازلهم”. وقال إنّ جزءاً من ذلك سيتطلب تعزيز القوات المسلحة اللبنانية، تدريباً وتجهيزًا للقوات”.
أما المرحلة الثانية فستشمل حزمة اقتصادية للبنان يستثمر فيها المجتمع الدولي”. وقال إنه إذا استقر الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان، فقد يساعد ذلك في تقليص نفوذ إيران هناك”.

وختم قائلاً “إنّ قدرة القوى الخارجية على التأثير على لبنان، مهما كانت العواقب، سوف تتضاءل بشكل كبير”. فماذا سيكون عليه موقف الحزب من تسوية تستعد لها حليفته “حماس”، وكيف سيوفق بين استمراره بالحرب واستعداده لتسهيل مهمة الاميركي هوكشتاين؟

مواضيع مماثلة للكاتب:

برّي يفاوض.. أين المعارضون؟!

“الحزب” السلاح الإيراني الأكثر فعالية للتفاوض

وليد جنبلاط… السهل الممتنع