زيارة باقري إلى لبنان تطمينية على وقع إستمرار الإجتماعات الأميركية الإيرانية في سلطنة عمان


خاص 4 حزيران, 2024

إختيار باقري تحديداً لبيروت لتكون أول محطة لجولته الخارجية ليس تفصيلاً، إذ تأتي الزيارة في إطار مواكبة التطورات السياسية والأمنية والعسكرية في هذه المرحلة الحساسة، وتندرج كذلك في سياق التأكيد على إستمرارية الموقف الإيراني في دعم لبنان والمقاومة وعدم تعديله

كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

في أول زيارة رسمية خارجية له وعلى وقع تصاعد وتيرة الحرب الدائرة في غزة وجنوب لبنان وبدء التحضيرات للإنتخابات الرئاسية الإيرانية بعيد مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في تحطم طائرتهم، حط وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني رحاله في بيروت والتي ستليها زيارة دمشق، والتي كان الوزير الراحل عبد اللهيان ينوي القيام بها قبل مقتله، وقد شملت زيارة باقري عدداً من المسؤولين الرسميين اللبنانيين وكذلك في جبهة الممانعة وحزب الله. وكانت أولى اللقاءات مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري حيث كان من اللافت إصدار بيانين مقتضبين من قبل السراي وعين التينة حول فحوى الزيارة على الرغم من الوضع الأمني والعسكري عبر تصاعد الإشتباكات على جبهة جنوب لبنان، والحديث عن مفاوضات ومبادرة تطرحها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة والتي ستنعكس على الداخل اللبناني، وجاء فيهما أنه جرى البحث في الأوضاع العامة والعلاقات الثنائية بين البلدين والوضع في الجنوب والمنطقة على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على قطاع غزة ولبنان.

وما لم يصدر من لقاءاته مع ميقاتي وبري كان باقري قد استبقه قبل الزيارة بكلام يتعلق بدور إيران في المنطقة مشيراً إلى أن زيارته إلى عدة بلدان تأتي في إطار التنسيق المشترك وتمكن إيران من لعب دورها الرئيسي إلى جانب جهود دول المنطقة والجهات الفاعلة الأخرى، وتحقيق تآزر جدي في المناقشات التي سنجريها مع السلطات والمسؤولين المعنيين في هذه البلدان والأطراف المعنية. وأضاف: “إيران لعبت دوراً هاماً بمقاومة الشعب الفلسطيني، وتبذل جهوداً بناءة لإعادة الاستقرار والسلام إلى المنطقة، ونأمل أن تتضافر الجهود في مواجهة إسرائيل”.

وفي أول تصريح رسمي له من وزارة الخارجية اللبنانية أكد باقري بعد لقائه الوزير عبد الله بو حبيب أن إيران تهدف إلى دعم الإستقرار والأمان والامن والتقدم في لبنان، طارحاً وجوب أن تتبنى جميع دول المنطقة خاصة الدول الإسلامية حركة مشتركة بغرض التصدي لإسرائيل وحماية الشعب الفلسطيني خاصة في رفح، ومعلناً التوافق على مبادرة تتمثل بعقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي كمقترح مشترك يمكننا من اتخاذ خطوة حازمة جماعية في هذا الصدد. كما كشف في مؤتمر صحافي آخر أنّ العلاقة بين إيران ولبنان علاقة شاملة، مشيراً إلى تجديده أمام المسؤولين المقترح الإيراني بتسليم الوقود إلى لبنان.

مصادر ديبلوماسية قرأت في زيارة باقري لموقع “هنا لبنان” بأنها تأتي في إطار التنسيق والتشاور الذي لا يزال مستمراً بين إيران ولبنان من جهة وإيران وحزب الله من جهة أخرى، وهي رسالة طمأنة بعد التغيرات الحاصلة في إيران الى أن لا شيء سيتبدل تجاه كيفية تعاطي الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع لبنان، والتأكيد على ذلك يأتي بحسب المصادر من خلال الكلام الذي أطلقه قبل الجولة حيث أكد “أنّ جولته الإقليمية إلى سوريا ولبنان تأتي في إطار التشاور من أجل تضافر جدي في مواجهة جدية وفعالة لمحاربة جرائم الصهاينة”. مما يعني أنّ أمد الصراع قد يطول لا سيما أنّ جبهة الجنوب ملتهبة على وقع تهديدات وردود إسرائيلية مستمرة.

ونقل رسالة بهذا المعنى الواضح في أول جولة خارجية لباقري تؤكد على أن لا تعديل في الموقف الإيراني حيال تعامله مع الساحة اللبنانية وأن خيار إيران حيال الديبلوماسية الخارجية لم يتبدل عبر الحفاظ على توازن الردع بعد المواجهات مع إسرائيل على كافة المحاور ولا يزال ضبط الساحات عبر التصعيد ضمن حدود موجوداً من اليمن إلى العراق وسوريا فلبنان تجنباً للحرب الإقليمية وذلك من خلال فتح قنوات اتصال مع الولايات المتحدة وآخرها في سلطنة عمان.

وبحسب معلومات خاصة لموقع “هنا لبنان” فإنّ الإجتماعات الأميركية الإيرانية في سلطنة عمان مفتوحة وقد تجددت من دون الإعلان عنها.

واعتبرت مصادر مقربة من حزب الله لموقع “هنا لبنان” أنّ إختيار باقري تحديداً لبيروت لتكون أول محطة لجولته الخارجية ليست تفصيلاً من حيث الشكل إضافة إلى البعد الإجتماعي عبر تقديم التعازي للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوفاة والدته وبالتوازي المشاركة في الذكرى 25 لرحيل الإمام الخميني. أما في المضمون فتأتي في إطار مواكبة التطورات السياسية والأمنية والعسكرية في هذه المرحلة الحساسة، وتندرج كذلك في التأكيد على إستمرارية الموقف الإيراني في دعم لبنان والمقاومة وعدم تعديله لا سيما في صيغة الإنخراط المضبوط للوضع في جنوب لبنان على أن يبقى منسوب التصعيد ضمن حدود معينة، كما لفتت المصادر الى أن سياسات إيران لن تتبدل أو تتغير بعد رحيل رئيسي وعبد اللهيان.

ويعتبر باقري المرشح الأوفر حظاً لتبوّؤ منصب وزير الخارجية الإيرانية مستقبلاً ديبلوماسياً من الطراز الأول في إيران للعب هذا الدور، فيما قد لعب أدواراً عدة أبرزها أثناء توليه منصب المفاوض الإيراني في إعادة إحياء مفاوضات الملف النووي، وكمفاوض رئيسي في الوساطة بين إيران والولايات المتحدة لإتمام صفقة إطلاق سراح سجناء أمريكيين.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us