من ميشال مكتّف إلى جمال الحجّار: شكراً


خاص 6 حزيران, 2024

هنيئاً للقضاء اللبناني، وهنيئاً لمدّعي عام التمييز جمال الحجّار، الذي يجمع بين الآدميّة والإقدام، وألف رحمة على روح ميشال مكتّف، وعلى ضحايا غادة عون الأحياء

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

شهد القضاء اللبناني ظواهر سلبيّة كثيرة، عبر التاريخ. قضاةٌ باعوا ضمائرهم، وآخرون بايعوا السياسيّين. ولكن، ما من ظاهرة، في تاريخ القضاء، تشبه غادة عون.

تخطّت غادة عون كلّ حدود. حوّلت عملها كقاضية إلى معارك شخصيّة، عبر الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، مرتكبةً مخالفات بالمئات. قاضيةٌ تصرّح من دون إذنٍ، وتستدعي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتطلب مواكبةً حزبيّة في مهامها، وتخاطب الجمهور الحزبي وتسخّر جهازاً أمنيّاً لخدمتها، كما تسخّر نفسها لخدمة حزبٍ سياسيّ…

يصعب إحصاء مخالفات غادة عون المسلكيّة، وهي، بغالبيّتها الساحقة، ثابتة بالدلائل. يكفي ما ارتكبته بحقّ الراحل ميشال مكتّف من ملاحقة سياسيّة ظالمة وتشهير مسيء.

ظُلم ميشال مكتف، ولم يتحمّل قلبه ذلك، فسقط بسقوط القضاء في لبنان. ولعلّه الآن، من حيث هو، يشكر القاضي جمال الحجّار الذي اختار وضع حدّ لمهزلة قضائيّة استمرّت سنوات، وكان يجب أن تتوقّف قبل ذلك بكثير.

وإذا كان عهد ميشال عون انتهى رسميّاً في ٣١ تشرين الأول ٢٠٢٢، فإنّ هذا العهد مستمرّ، بسوداويّته، عبر أشخاصٍ أوصلهم العهد السابق إلى حيث هم اليوم، ومنهم غادة عون التي ينتهي معها أحد فصول العهد غير المأسوف عليه.

ولم ينصف جمال الحجّار الراحل ميشال مكتّف فقط، بل أنصف أحياء كثيرين تتحكّم غادة عون بملفّاتهم القضائيّة، تماماً كما تفعل في ملفات بعض المصارف حيث تصفّي الحسابات وتمارس الانتقام ولا تأبه للسمعة.

هنيئاً للقضاء اللبناني، وهنيئاً لمدّعي عام التمييز جمال الحجّار، الذي يجمع بين الآدميّة والإقدام، وألف رحمة على روح ميشال مكتّف، وعلى ضحايا غادة عون الأحياء.

هو يومٌ مجيد في تاريخ القضاء اللبناني، بعد سنواتٍ كان فيها بعض اللبنانيّين، أمام القضاء، بلا عون.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us