ملف الرئاسة هامشي في النورماندي.. وهوكشتاين إلى لبنان قبل بدء الحملة الانتخابية الأميركية


خاص 8 حزيران, 2024

فيما تأمل اللبنانيون بأنّ لبنان سيحظى بالإهتمام اللازم خلال قمة النورماندي إلا أنّ حسابات الحقل لم تكن بحسب حسابات البيدر، لكن الأمل لا يزال معقوداً على الكلمة التي سيلقيها الرئيس بايدن في مجلس النواب الفرنسي والتي قد يتطرق خلالها إلى الوضع في لبنان


كتبت شهير إدريس لـ”هنا لبنان”:

بعد مرور عشرين عاماً على لقاء الرئيسين الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك في النورماندي ولنفس المناسبة، حين اتفقا على ضرورة إخراج سوريا من لبنان ونزع سلاح حزب الله وفق القرار ١٥٥٩، يعيد التاريخ نفسه من خلال القمة التي جمعت الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وذلك على وقع الحرب الإسرائيلية على غزة والتصعيد على جبهة جنوب لبنان، والذي تعمل الولايات المتحدة وفرنسا من أجل احتوائه بسبب الخشية من توسع الجبهة التي تستعمل فيها كافة أنواع الأسلحة المدمرة والذي بات خطيراً بعد التهديدات الإسرائيلية المتتالية للبنان لا سيما لحزب الله.
وفي الذكرى الثمانين للنورماندي عقدت القمة الأميركية الفرنسية والتي كان نجمها الوضع في أوكرانيا، حيث حضر الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي جانباً منها.
كما لم تغب الحرب الإسرائيلية على غزة والاتصالات والمبادرات والاقتراحات المطروحة، وأبرزها المبادرة الأميركية الأخيرة التي قدمها الرئيس بايدن عن المحادثات من أجل التوصل إلى تسوية ديبلوماسية لوقف دائم لإطلاق النار وقد ينعكس على المنطقة برمّتها، لا سيما على جبهة جنوب لبنان “المساندة” لغزة.
ومن هذا الباب، تم التطرق إلى الوضع الأمني في لبنان فيما غاب الملف الرئاسي عن الواجهة بعد أن جزم اللبنانيون بأن بند لبنان سيكون من البنود الأساسية على طاولة مباحثات القمة.
فبيان الإليزيه لم يأتِ بجديد وأعاد تكرار المواقف السابقة، فكان واضحاً لجهة الاهتمام الدولي بالحفاظ على الاستقرار في لبنان واعتباره أمراً بالغ الأهمية.
وأشار البيان إلى أنّ قادة الدول أعربوا عن تصميمهم من أجل توحيد الجهود لدعم وقف التصعيد على طول الخط الأزرق، وفقًا للقرار 1701، داعين جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي تصعيد إقليمي إضافي.
مصادر ديبلوماسية فرنسية أكدت لموقع “هنا لبنان” أنّ الملف اللبناني كان هامشياً في محادثات القمة الأميركية الفرنسية وجرى التطرق إليه من الجانب الأمني نظراً للتصعيد على الجبهة الشمالية لإسرائيل، ولفتت إلى أنّ التواصل الفرنسي الأميركي سيستمر من أجل الضغط على جميع الأطراف في ضفتي لبنان وإسرائيل من أجل خفض وتيرة التصعيد وعدم توسع الجبهة واتساع رقعة الحرب. كما أشارت المصادر الفرنسية إلى أنّ البحث تناول مبادرة فرنسا التي طرحها وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه والجواب اللبناني عليها والتي تحتاج إلى معطيات عملية من أجل تنفيذها على الأرض عبر تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته. وقد أكد المجتمعون أنه لا يمكن تعديل هذا القرار ويجب الحفاظ على البند المتعلق بحرية تنقل قوات اليونيفيل وعدم اعتراض مهامها ويعود ذلك إلى عدم التمكّن من إصدار قرار في مجلس الأمن لا يصطدم بفيتو من بعض الدول وأبرزها روسيا والصين.
وتم الاتفاق بحسب المصادر على التنسيق والتشاور حول الوضع في جنوب لبنان وتأكيد فرنسا على الضغط على إسرائيل من أجل خفض تهديداتها، وهو ما يطالب به لبنان المجتمع الدولي بشكل دائم.
ولهذه الغاية كان الرئيس ماكرون قد أجرى إتصالاً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحثه على التخفيف من حدة التصعيد. وقد تزامن ذلك مع معلومات نقلها مسؤولون أميركيون بأنّ إدارة الرئيس بايدن تضغط على إسرائيل وقد حذرتها من فكرة القيام بحرب محدودة على لبنان مما قد يدفع إيران للتدخل بشكل أوسع. وهو ما أكده نتنياهو في هذا السياق حيث أشار إلى أنّ ضغوطاً دولية صعبة تمارس علينا.
المصادر الفرنسية كشفت لموقع “هنا لبنان” أنّ المبادرات المطروحة من قبل الفرنسيين والأميركيين لا يمكن أن تطبّق طالما أنّ عناصرها لم تكتمل بعد بسبب ارتباطها بحرب غزة، واكدت أنّ تطابقاً في وجهات النظر الأميركية والفرنسية قد حصل خلال القمة حيث أصبح لديهما قناعة بأن لا سلام سيحصل على جبهة لبنان الجنوبية وشمال إسرائيل بمعزل عن توافق جميع الأطراف المعنية لا سيما بالتفاوض مع إيران وحزب الله، إذ تم التطرق إلى المحادثات الإيرانية الأميركية غير المباشرة التي تجري في سلطنة عمان والتي تشمل كل ما يتعلق بإيران من الملف النووي وصولاً إلى الحرب التي تشنها أذرعها في المنطقة ضد إسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة.
وفي ما يتعلق بملف الرئاسة اللبنانية فلم يكن بنداً أساسياً بل جرى التطرق إليه بشكل هامشي ومن باب الوضع الأمني المتردي في الجنوب وفي ظل غياب رأس السلطة، إذ جرى التأكيد على ضرورة أن يحظى لبنان بإنتخابات رئاسية بعد التقرير الذي قدمه الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى الرئيس ماكرون بعد جولته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيين.
وأكدت مصادر سياسة متابعة للشؤون الأوروبية والفرنسية لموقع “هنا لبنان” أنّ محادثات القمة الأميركية الفرنسية لم تتطرق إلى الشأن اللبناني إلا من باب الخوف على المصالح الإسرائيلية وحمايتها من التمدد الإيراني الذي يهدد كيانها وكذلك من باب الحرب على غزة والتصعيد الحاصل في جنوب لبنان عبر ضرورة تنفيذ القرار ١٧٠١ من أجل حماية أمن إسرائيل، مشيرة إلى أنّ المسؤولين الأميركيين والفرنسيين يقومون بجهود حثيثة من أجل تخفيف الضغط عن إسرائيل وليس الضغط عليها لوقف الحرب بعد سعيها بشكل دائم لتسليحها ودعمها بالمواقف الديبلوماسية في المحافل الدولية والتي تساعدها على الوقوف بوجه الجماعات الإرهابية. وأسفت المصادر لأنّ الملف اللبناني لا يزال حتى الساعة رديفاً ومرتبطاً بحرب غزة وليس أساسياً بالنسبة لفرنسا المنشغلة بمشاكلها الداخلية والأوروبية والولايات المتحدة المنشغلة بانتخاباتها الرئاسية، إذ أنها تتخوف من وصول ترامب مجدداً إلى السلطة كرئيس للولايات المتحدة والذي قد يقوم بتغييرات جذرية على صعيد السياسة الخارجية والديبلوماسية الأميركية المتعلقة بالملف النووي.
وفيما تأمل اللبنانيون بأنّ لبنان سيحظى بالإهتمام اللازم خلال قمة النورماندي إلا أنّ حسابات الحقل لم تكن بحسب حسابات البيدر، لكن الأمل لا يزال معقوداً على الكلمة التي سيلقيها الرئيس بايدن في مجلس النواب الفرنسي والتي قد يتطرق خلالها إلى الوضع في لبنان. وتشير المصادر إلى أنّ الرئيس الأميركي قد يوفد المولج بالملف اللبناني آموس هوكشتاين إلى لبنان قبل بدء حملة الانتخابات الرئاسية وبعد الاتصال الذي أجراه قبل أيام بالرئيس نبيه بري طالباً بحسب المعلومات أن ينقل لحزب الله رسالة مفادها الإنخراط في جهود الوساطة مع حماس لخفض التصعيد ووقف الحرب في غزة التي ستؤدي بدورها إلى وقف الحرب في جنوب لبنان المرتبط بغزة، وهو ما رفضه حزب الله.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us