“تكويعة” باسيل إنفتحت على الخصوم… وإستفاقت فجأة على توحيد المسيحيين!
يسعى باسيل لوصول مرشح ثالث وسطي، بموافقة بكركي بحسب ما يعتقد، مع جهود صعبة التحقيق لنيل رضى الفريق المسيحي المعارض، لكن تبقى الثقة برئيس “التيار” غائبة، لذا ستراوح “التكويعة” مكانها، لأنّ الجميع يفهم ألاعيبه السياسية
كتبت صونيا رزق لـ”هنا لبنان”:
لم يعد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يعلم على أي درب سياسي سيسير، فهو جرّب الكل ولم يفلح في استمالة الحلفاء حتى أجل بعيد، إذ كانت الطلعات والنزلات تسيطر دائماً، فيعادي البعض ليحصل على ودّ البعض الآخر، هكذا مشى رئيس “التيار” على الطرقات السياسية الوعرة، فلم يبقَ له صاحب في السياسة، حتى طالت خلافاته الحليف الأصفر أي حزب الله، إضافة إلى تدهور العلاقات مع الأحزاب المسيحية، الأمر الذي جعل” التيار” وحيداً وبعيداً عن أي حليف مسيحي، وخصوصاً الركن الأبرز على الساحة أي القوات اللبنانية، كذلك الأمر بالنسبة لتيار المردة، بعد ترشح رئيسه سليمان فرنجية إلى المركز الأول.
وعلى صعيد التحالف مع الأحزاب الأخرى أي ضمن الخط المغاير، تبرز العلاقة المتأرجحة بين باسيل ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي، وإن كانت في الظاهر تبدو في أحسن حالاتها، لكن الكواليس السياسية تؤكد أنّ الرجلين لا يرتاحان لبعضهما، ما دعا بسياسي عتيق إلى التعليق ضاحكاً “بأنّ جبران لا يثبت على شيء مع الحلفاء والخصوم معاً، أما مع حزب الله فلا تزال العلاقة سارية المفعول بطريقة خفية حتى إشعار آخر”، بحسب السياسي العتيق الذي يعتبر أنّ رئيس وحدة التنسيق والارتباط وفيق صفا يقوم بالواجب حين تحتاج الظروف، وباسيل يلبّي على الفور، لأنّ المصلحة المشتركة تقتضي ذلك.
أين يُصرف شعار”وحدة المسيحيين”؟
إلى ذلك بادر رئيس”التيار” بطرح رئاسي ودود مع غزل وإنفتاح على الجميع، تحت عنوان توحيد الرؤية للخروج من الخلافات اليومية، وأطلق ذلك من منبر بكركي، محمّلاً من جديد البطريرك الماروني بشارة الراعي تركة ثقيلة، هي توحيد كلمة المسيحيين في ظل تناحراتهم، لكن بالتأكيد سيّدنا البطريرك لم ولن ييأس بعد من هذه المهمة شبه المستحيلة.
في السياق وعلى الرغم من “التكويعة” اللافتة، بات باسيل في وضع حرج، إذ لم يعد يعرف كيف يخرج من الدوامة، لذا استعان بشعار “وحدة المسيحيين” الذي لم يتحقق في عهوده، التي برز ضمنها كقطب لطالما رفع الشعارات المسيحية، فيما الواقع بقي يراوح مكانه، فلا تقارب ولا مَن يحزنون، بل مجموعة شعارات شعبوية لم تصل إلى مبتغاها، مع موقف فجائي للجميع أطلق خلاله العنان للفرصة الرئاسية الجديدة والديموقراطية، وجلسات الانتخاب الفعلية وطاولات التشاور للتفاهم على اسم رئيس أو اسمين.
كلام باسيل ضمن خارطة حراكه الحالي بدا شعبوياً إلا إذا… لكن المبادرات البرتقالية السابقة كانت كافية لنقل صورة الواقع، فالشعبوية لطالما سيطرت، خصوصاً في الموقف الذي أعلنه من بكركي يوم الأحد قائلاً: “الجهد الذي أقوم به هدفه التفاهم على رئيس توافقي بناء على شرطين: بناء الدولة وحماية لبنان، وهؤلاء الأشخاص موجودون إذا كنا فعلاً نريد انتخاب رئيس، وإذا كانت هناك نتيجة مضمونة من موضوع الجلسات والدورات المتتالية، يجب أن نسهّل لا أن نصعّب. موجهّاً دعوة جديدة إلى القوى المعنية وعلى رأسها المسيحيين ليوحدوا موقفهم.
باسيل ردّ على فرنجية من عين التينة
رئيس “التيار” تابع جولته فزار عين التينة أمس، وبحث مع رئيس المجلس النيابي التشريعات الضرورية، معتبراً أنه لا يمكن النجاح بإنتخاب رئيس إلا بالتفاهم، ومن هنا فكرة التشاور والحوار للوصول إلى رئيس توافقي، كما ردّ باسيل على” زكزكة” سليمان فرنجية له بعد قول الأخير: “إذا أردنا أن نسير بمنطق “التيار” يجب على باسيل أن يرشح سمير جعجع”. فأتى الجواب البرتقالي: “بدكن يعرف يحسب صحّ ويعرف مين الأول، كنا بواحد ما بيعرف يعدّ صرنا بتنين”.
وفي خطوة غير مسبوقة، زار باسيل مساء أمس بيت الكتائب المركزي في الصيفي، حيث اجتمع على مدى ساعتين مع عدد من نواب المعارضة، فأبلغوه رفضهم لأي حوار يترأسه برّي، وبأن موقفهم سيكون ثابتاً في هذا الإطار، وأفيد وفق معلومات “هنا لبنان” بأنّ اللقاء لم يكن مريحاً، وجرى اتفاق على عدم التصريح من قبل الحاضرين، كما حاول باسيل إظهار نفسه مرتاحاً، لكن الحقيقة جاءت مغايرة وفق ما نقل أحد الحاضرين، وليلاً صدر بيان عن اللقاء أكد بأنّ نواب المعارضة يجدّدون انفتاحهم بعيداً عن أي تكريس لأعراف جديدة تخالف الدستور، خصوصاً لجهة فرض مرشح، مع ضرورة أن يقتنع الفريق الآخر بفتح أبواب المجلس النيابي، أمام جلسة انتخاب مفتوحة لرئيس الجمهورية، وبإلتزام الحضور من الكتل كافة تطبيقاً للمادة 74 من الدستور.
65 نائباً يحلّون أزمة البرتقاليين!
بإختصار باسيل يسعى لوصول مرشح ثالث وسطي، بموافقة بكركي بحسب ما يعتقد، مع جهود صعبة التحقيق لنيل رضى الفريق المسيحي المعارض، لكن تبقى الثقة برئيس “التيار” غائبة، لذا ستراوح “التكويعة” مكانها، لأنّ الجميع يفهم ألاعيبه السياسية، وإنطلاقاً من هنا فالسعي لإستقطاب 65 نائباً سيبقى هدفه، لتخطي الأسماء الرئاسية المطروحة، وهذا السعي يبدو شبه مستحيل، لأنّ ميزان باسيل السياسي لا يحمل الوسطية ضمناً، بل الكثير من النكايات التي لم تعد تنفع وتصيب.