تعدّدت المبادرات والمطلوب واحد: انسحاب فرنجية
“الحوار” المطلوب على قاعدة “سليمان فرنجية مرشحنا الأبدي وهيا بنا إلى الحوار” هو عملية استدراج للانزلاق نحو القبول برئاسة فرنجية وهذا ما يُصيب البلاد مقتلًا، فكيف يُمكن لأي عاقل أن يتصور فرنجية رئيسًا للبلاد وهو الحامل في أفكاره عقائد المحور الذي يحارب العالم من لبنان ويجلب الويلات يومًا بعد يوم
كتب بشارة خيرالله لـ”هنا لبنان”:
مخطئ من يُشيطن فكرة الحوار فقط للشيطنة، ومخطئ أيضًا من يقبل بأي حوار قبل إعلان سليمان فرنجية انسحابه من السباق الرئاسي.. فالحوار بحسب الراحل الكبير غسّان تويني هو إبداع ديمقراطي يخدم الدستور.. هذا الكلام لطالما ردّده أمام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان حين كان مشاركًا في هيئة الحوار الوطني التي شكلها سليمان وأنتجت بعد حين “إعلان بعبدا”..
إذًا، الحوار إبداعٌ ديمقراطي يخدم الدستور، وأي فشل لأي حوار يجب ألّا يوقف أي فريق عن التحاور أو المحاولة ولو تكررت، بهدف خدمة الدستور وليس لضربه أو خرقه.. وأي عمل يخدم الدستور مطلوب اليوم قبل الغد، فكيف إذا كان العمل حوارًا بين متخاصمين، وأي عمل أرقى وأنقى من الحوار؟ لا شيء.
لكنّ “الحوار” المطلوب على قاعدة “سليمان فرنجية مرشحنا الأبدي وهيا بنا إلى الحوار” هو عملية استدراج للانزلاق نحو القبول برئاسة فرنجية وهذا ما يُصيب البلاد مقتلًا، فكيف يُمكن لأيّ عاقل أن يتصور فرنجية رئيسًا للبلاد وهو الحامل في أفكاره عقائد المحور الذي يحارب العالم من لبنان ويجلب الويلات يومًا بعد يوم؟
وعليه، تؤكد المصادر المواكبة لـ”هنا لبنان” أنه لا بدّ من الحوار تحت أي مسمى، لكن بعد انسحاب فرنجية وليس قبله، والكل يعلم استحالة إيصال أي مرشح يرفضه “حزب الله” وأيضًا استحالة وصول مرشح “حزب الله”.. وعلى هذه القاعدة يجب أن يرتكز الحوار بعد انسحاب فرنجية.
ويضيف المصدر: من الضروري جدًا الالتقاء والتوافق بين “التيار الوطني الحر” والمعارضة ككل، ومن الضروري جدًا التوافق المسيحي – الدرزي – السني على إقناع رئيس مجلس النواب نبيه بري بضرورة سحب فرنجية قبل فتح أبواب الحوار.
مخطئ من يرفض فكرة رئاسة بري للحوار في غياب رئيس الجمهورية، ومخطئ أيضًا من يقبل بحوار بري قبل سحب إسم فرنجية من التداول الرئاسي.
وهناك من يسأل سليمان فرنجية: هل لك أن تستحصل على أرقام الخسائر المالية الناجمة عن استمرارك في تعطيل البلاد في ظل رفض المسيحيين المطلق لرئاستك، وبالتالي استحالة وصولك إلى قصر بعبدا.. وهل لك أن تعي خطورة ربط إسمك بنتائج الحرب في غزة، والإتيان بك “رئيسًا” على صهوة السنوار وأعوانه.. وهل لك أن تستفسر مدى النفور اللبناني أولًا والمسيحي ثانيًا من استقواء أي شخص أو “زعيم” ببارودة تستقوي على الدستور وعلى عِباد الدستور.. وهل لك أن تتخيل فيما لو قُدِّر لك الوصول (وهو مستحيل) كيف ستمضي ولايتك في ظل معارضة أو مقاطعة مسيحية ليتحول القصر الرئاسي إلى معلم، يُشبه إلى حدٍ كبير معلم مليتا الجهادي..
الحل السليم يكمن في تصفير الترشيحات، وحينها لا بأس من أي خطوة تخدم الدستور اللبناني وتخدم المصلحة اللبنانية العليا..
مواضيع مماثلة للكاتب:
ربط الساحات بدأ في إيران وانتهى في إسرائيل | أي سحرٍ يحوِّل هزيمة “الحزب” إلى انتصار؟ | أميركا تناور وإسرائيل تفعل ما تشاء |