جبران يرد على المفتي قبلان: لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين وقائد جيش


خاص 18 حزيران, 2024

كيف يُمكن لشيخٍ معمم أن يستخف بعقول اللبنانيين إلى هذا الحد، ولماذا الهروب من أصل المشكلة ورميها على الغير بدلًا من دعوة الجميع وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب إلى فتح أبواب المجلس النيابي وعدم خروج نواب الأمة قبل تصاعد الدخان الأبيض وليربح من ينال أغلبية أصوات النواب، سواء من دورة أولى أو من دورة عاشرة

كتب بشارة خيرالله لـ “هنا لبنان”:

غريب أمر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، غريب في خطبه وغريب في اتهاماته وغريب في تنكره للواقع وللحقيقة التي يعرفها الصغير قبل الكبير، لكن الأغرب من كل هذا، جاء في اتهامه الولايات المتحدة الأميركية بتعطيل الاستحقاق الرئاسي في لبنان، وكأن به يقول: أميركا تتمسك بترشيح سليمان فرنجية وتُعَطِّل النِصاب كرمى لعيونه، وتُغلِق باب المجلس النيابي وتربط الانتخابات الرئاسية بانتهاء الحرب في الجنوب، التي ربطتها أصلًا بانتهاء الحرب في غزّة..

غريب أمر الأميركي، الذي رسَّم حدود لبنان البحرية مع إسرائيل بالتكافل والتضامن مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ومن خلفه السيد حسن نصرالله بما يُمثِّل، ومن خلفهما الجمهورية الإسلامية الإيرانية القابضة على القرار اللبناني.. غريب أمر الأميركي الذي لم يعدم وسيلة تمنع تمدد الحرب وتوسيع رقعتها ويوفد ناطقًا بإسم رئاسته إلى إسرائيل وإلى لبنان لتهدئة الجبهة ومنع الإسرائيلي من تنفيذ رغبته في بدء عملية الاجتياح بمعزل عن نتائجها.

غريب أمر الأميركي الذي تتهمه بعض القوى المعارضة في الهمس بمسايرة المحور الإيراني على حساب أصدقاء أميركا في لبنان وتتحضر لمواجهة أي تسوية يستفيد منها الإيراني وأعوانه في لبنان، على حساب الدستور والعرف وعلى حساب اتفاق الطائف.

كيف يُمكن لشيخٍ معمم أن يستخف بعقول اللبنانيين إلى هذا الحد في عيد الأضحى المبارك، ولماذا الهروب من أصل المشكلة ورميها على الغير بدلًا من دعوة الجميع وفي مقدمتهم رئيس مجلس النواب إلى فتح أبواب المجلس النيابي وعدم خروج نواب الأمة قبل تصاعد الدخان الأبيض وليربح من ينال أغلبية أصوات النواب، سواء من دورة أولى أو من دورة عاشرة.

في كتاب “البدائع والطرائف” يقول جبران خليل جبران في مقال شهير تحت عنوان ” لكم لبنانكم ولي لبناني” كتبه عام 1923: لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع، ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني.. لبنانكم مشكلة دولية تتقاذفها الليالي، أما لبناني فأودية هادئة سحرية تتموج في جنباتها رنات الأجراس وأغاني السواقي.. لبنانكم صراع بين رجل جاء من المغرب ورجل جاء من الجنوب، أما لبناني فصلاة مجنّحة ترفرف صباحًا عندما يقود الرعاة قطعانهم إلى المروج، وتتصاعد مساءً عندما يعود الفلاحون من الحقول والكروم.. لبنانكم مربعات شطرنج بين رئيس دين وقائد جيش، أما لبناني فمعبد أدخله بالروح عندما أمل النظر إلى وجه هذه المدينة السائرة على الدواليب.. لبنانكم رجلان: رجل يؤدي المكوس ورجل يقبضها، أما لبناني فرجل فرد متكئ على ساعده في ظلال الأرز، وهو منصرف عن كل شيء سوى الله ونور الشمس.. لبنانكم خطب ومحاضرات ومناقشات، أما لبناني فتغريد الشحارير، وحفيف أغصان الحور والسنديان، ورجع صدى النايات في المغاور والكهوف.. لبنانكم كذب يحتجب وراء نقاب من الذكاء المستعار، ورياء يختبئ في رداء من التقليد والتصنّع، أما لبناني فحقيقة بسيطة عارية إذا نظرت في حوض ماء ما رأت غير وجهها الهادئ وملامحها المنبسطة.. لبنانكم شيخ قابض على لحيته، قاطب ما بين عينيه ولا يفكر إلا بذاته، أما لبناني ففتى ينتصب كالبرج، ويبتسم كالصباح، ويشعر بسواه شعوره بنفسه.. لبنانكم ينفصل آنًا عن سورية (سوريا) ويتصل بها آونة، ثم يحتال على طرفيه ليكون بين معقود ومحلول، أما لبناني فلا يتصل ولا ينفصل ولا يتفوق ولا يتصاغر.‏

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us