لبنان إلى الفدراليّة… متى وكيف؟


خاص 18 حزيران, 2024

ربما تكون الفدراليّة حلّاً، وربما تكون مشكلةً إضافيّة. لكنّ الثابت هو أنّ الكلام عنها يجب ألا يبقى من المحرّمات فلا يُتّهم صاحبه بالخيانة

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يتصاعد الحديث في العامين الأخيرَين عن الفدراليّة. ليس غريباً أن يكون المطلب حتى اليوم مسيحيّاً. يأتي ذلك كردّة فعل مسيحيّة على رؤية البلد الذي كانوا الأكثر مساهمةً في تأسيسه وتحديد هويّته يتغيّر تحت تأثير أصوليّة مرتبطة بالفكر التكفيري، أو بسبب سطوة فريق عبر سلاحه والدعم الذي يلقاه من إيران.

ربما تكون الفدراليّة حلّاً، وربما تكون مشكلةً إضافيّة. لكنّ الثابت هو أنّ الكلام عنها يجب ألا يبقى من المحرّمات فلا يُتّهم صاحبه بالخيانة. النقاش حول الفدراليّة، خصوصاً عبر وسائل الإعلام، مفيد. لا بل أنّ هذا النقاش يجب أن ينتقل إلى الندوة البرلمانيّة كمادّة تجد فيها فئةٌ لبنانيّة خلاصاً ممّا يعاني منه البلد من “صراع هويّات وثقافات”.

اللافت، حتى الآنّ، أنّ أيّاً من الأحزاب المسيحيّة لم يتبنّ الفدراليّة ولا فتح باباً داخليّاً للنقاش حولها. حتى أنّ حزباً مثل القوات اللبنانيّة، مثلاً، ارتبط تاريخه بالفدراليّة ويؤيّد قسمٌ من قاعدته هذا الطرح يتجنّب أيّ خوض في هذا الموضوع ويطالب باعتماد اللامركزيّة الموسّعة، كي لا يثير، على الأرجح، غضب السعوديّة المتمسّكة باتفاق الطائف. السبب نفسه يدفع فارس سعيد للتصدّي لطرح الفدراليّة.

ولكن، تبقى الكرة في ملعب الفدراليّين الذين يجب أن يرسموا خارطة طريق لمشروعهم. البداية، وقبل أيّ أمرٍ آخر، من المفيد أن يتوحّدوا. وحدتهم أساسيّة في تسويق مشروعهم. من المهمّ أيضاً أن يخرجوا بمشروعٍ فدراليٍّ واحد، ولو تطلّب الأمر تنازلات. وقد يكون مثاليّاً أن يتأسّس ما يشبه الحزب الفدرالي، فينضمّ إليه مؤيّدو المشروع ويخوض الحزب الانتخابات النيابيّة ويوصل من يرفع الصوت مطالباً بالفدراليّة تحت قبّة البرلمان.

ومن المهمّ أيضاً أن تمتلك هذه المجموعة منصّةً إعلاميّة موحّدة، لتعبّر من خلالها عن أفكارها وتعلّل الحاجة لاعتماد الفدراليّة كحلٍّ للمسألة اللبنانيّة.

إنّ الاكتفاء بالتنظير غير مفيد. فطارحو الفدراليّة اليوم أشبه بالحالمين، وما عليهم إلا مواجهة الواقع وإدراك أنّ التغيير يحتاج إلى نضالٍ وإلى توفير عناصر النجاح، وهي معدومة حتى الآن.

اللهم إنّي بلّغت…

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us